تناهت لي معلومات عن أجراءات منع وقوائم سوداء وتعليمات يقوم بتعميمها شفاهيا المكتب الأعلامي لرئيس الوزراء ، تقضي هذه التعليمات بمحاصرة اية وسيلة اعلامية لاتكون صدى للحكومة او تقوم بدور المرايا المزيفة لها ، كما توصي وسائل الأعلام التابعة او المستظلة بمكارم وهدايا الحكومة ، بعدم التعامل مع اي اعلامي ينتهج النقد وتعرية فساد الحكومة وأخطاءها ..!
اكثر من شخصية اعلامية وسياسية تحدثت لي عن استهداف شخصي لاحقهم بهدف منع ظهورهم في الفضائيات ، ووضع التابو على نشر مقالات وتداول أسماء آخرين كما حصل معي انا شخصيا في حكاية يعرف تفاصيلها الأخ محمد عبد الجبار الشبوط الحارس المسكين والمستكين لشبكة الأعلام العراقي ، او شبكة الفساد العراقي كما يسميها البعض في الوسط الأعلامي .
هيئة الأعلام والأتصالات التي تشكل فرعا من ذاكرة مكتب الأعلام القومي للحزب القائد ، تمارس ذاكرة استعادية في اجراءات القمع ومصادرة حرية الأعلام ، واذ لاتحقق ذلك في ضرائب مالية باهضة على الأذاعات والفضائيات ، فأنها تعمد الى اصدار قرارات منع واغلاق تتنافى مع حرية الأعلام وماوضع في الدستور المنسي .
برلمان الغفلة العراقي لايكترث لأهمية ودور الأعلام كسلطة وحق معرفي ومساحة حرية للنقد وسونار كاشف لعمل روح الديمقراطية ، بل وضع على رأس لجنة الثقافة والأعلام البرلمانية ، شخصية موروثة من العصر الزيتوني .
عدم ادراك وظيفة الأعلام وانغلاق أفق القائمين عليه من مقاولين وسماسرة وانتهازيين ومزورين ومنافقين ، تعني ابتعادا عن جوهر الديمقراطية ، وسبب بالغ الأثر من اسباب الفساد السياسي والأخلاقي ، سيما تكريس هذه المؤسسة لتوجهات سلطة جاهلية خاضعة لقرارات حزبية وعشائرية وشخصية .