الإشاعة مدفع من العيار الثقيل, يستعمله العدو للتأثير على المعنويات, والنيل من الطرف الآخر, لجره الى التصرف بعاطفة, والانجرار من حيث لا يعلم, محققا غاية اللؤماء.
قبل عشر سنوات خلت, زَحَفَ أتباع آل محمد صلوات ربي عليه وآله؛ لزيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام؛ ليحييوا ذكرى استشهاده, إلا أن ذلك لم يرق لأعداء الانسانية, فأشاعوا أن حزاما ناسفا على الجسر, فكانت النتيجة استشهاد أكثر من ألف شخص, بين غرق في النهر أو من جراء التدافع.
بعد عقد من الحادثة الأليمة, والتي انتفض فيها شباب الأعظمية, وانقذوا كثيراً ممن ألقوا أنفسهم في النهر, وقد استشهد الشاب عثمان, بعد أن اعياه التعب جراء إنقاذ الغرقى, ليسجل وصمة عار بوجه الارهاب, ويثبت وحدة الدين الاسلامي, وتكاتف شعب العراق في المُلمات, يظهر علينا ليلة ذكرى الاستشهاد, لإمام المسلمين موسى بن جعفر عليه السلام؛ فيثير الحاقدون نفس الاشاعة القديمة, أحزمة ناسفة ليهرع الزوار متدافعين, تبعها إحراق لإحدى دوائر الوقف السني, ليحقق أمرين هما, إتهام الشيعة بالشغب, والأمر الآخر إخفاء الفساد في تلك الدائرة.
ذلك ما جرى في الأعظمية, ليلة 25 من رجب المصادف 13/5/2015, غير أن عمليات بغداد, تصرفت بحكمة مع حزم ووعي, فأفسدت ما أراده الإرهاب, ليلقوا القبض على الفاعلين, ومن أطلق الاشاعة, إلا أن بعض القنوات المأجورة, أرادت تضخيم العملية الفاشلة, لتتصرف الحكومة بقيادة رئيس مجلسها, لتهدئة خواطر مسؤولي الأعظمية, بزيارة وجهائها وانتقاد ما حصل, ولا ننسى وزير الداخلية, الذي وجه بالتصدي للمجرمين, فلا رحمة لمن يريد تمزيق الصف الوطني.
رجح العقل على العاطفة, وتم حفظ الدم, ولن تنطلي الحيلة مرة أخرى, وأثبت الطرفان تَحلِّيهم بأخلاق الإسلام, ليرد السهم إلى نحر من اطلقه, ولبلع الاعلام المسموم لسانه, لقد فهم المواطن العراقي نية عدوه, فبدلاً من نرى فرقه وتفريق, لمسنا وحدة بين المذهبين.
الا تَبَّتْ كلمات الحقد, التي لا تريد سوى سبق صحفي, لاعبة على الجراح التي تنزف, ولابد من وضع حدٍ لذلك الإعلام, الذي لا يقل خطراً عن الإرهاب.