7 أبريل، 2024 7:15 ص
Search
Close this search box.

الأعتراف بالخطأ والحقيقة هما الاساس…؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

اليوم علينا ان ندق ناقوس التنبيه والخطر في عالم شغل عن كل شيء الا عما يربطه بالملهيات والمغريات. يجب علينا ان لا نفقد الأمل في وجود ما نستطيع القيام به في البحث والتدقيق في اصول التاريخ الحديث ، لنحتاج ما نحتاج أليه من تصحيح، وتصفية ما يحتاج الى تصفية مما شابه من عدم الدقة ومن سوق الاخبار على عواهنها دون تثبيت ، والتسلط على الحقوق دون قانون ،فأتاح للاخرين التشكيك بنا وأختراق وطنيتنا بعد ان بنينا وتاريخنا ومنهجنا الوطني على الوهم والخطأ، منذ بداية التأسيس في 2003 ، وابتعدنا عن المنهج الوطني الصحيح الذي بنيت عليه الدولة منذ التاسيس في 1921،فشبت أجيالنا على الخطأ بعد التغيير دون الصحيح. فهل لنا من فكر واعي وعقل ناضج لنحويل الخطأ الى صحيح …؟ في زمن ضاع فيه وطننا العراق واصبح خيرة شعبنا ملكا للغرباء الأخرين ؟ في هذا الظرف العصيب يبدو مستحيل،الا اذا استطعنا بناء الفكر والمواطن العراقي من جديد، ولكن كيف ؟

في البداية علينا ان نعترف ان النية المبيتة في التدمير كانت منذ البداية عند المرافقين ،وموقع عليها من الجميع بموجب وثائق التغيير( أنظر مقابلة صولاغ وزير المواصلات الحالي مع ميديا فلاير)، فكان حل مؤسسات الدولة العريقة وتنظيماتها الأدارية،وحل الجيش العراقي ، والذي كان خميرة لثمانين سنة خلت من التنظيم والتدريب ،وبحله ضاع الوطن وتحول الى مليشيات تخريب. والفوضى الأدارية واحلال المزورين والفاسدين ، واستبعاد المخلصين ونهب الثروات وأكل الحقوق والتفرقة بين المواطنين دون رقيب او حسيب حتى أصبحت قانون.فمن اين لنا من يدافع عن الوطن والقانون بعد ان غاب مجلس التشريع؟

فهل لنا ان نتفاخر اليوم بالتغيير،ونسمي العراق بالعراق الجديد ؟ نعم نستطيع الا اذا اعترفنا بأن الجديد أصبح أسوأْ من القديم ، بعد ان ضاعت الثروات والخبرة واخلاص المخلصين،وحلت بنا كارثة الطائفيين الأميين.

النفط لن يستمر كما تعتقدون يا سادة التخريب ،وان استمر فاسعاره في تنازل أكيد لظهور مادة التعويض، والموارد الاخرى من زراعة وصناعة أهملت وبيعت للأخرين ، من اجل ان يبقى الاستيراد الخارجي مصدرا لرشاوى المتنفذين وبعلم الحاكمين . لقد فشلت القيادة الجديدة في صنع حتى القليل الا فيما يخص مصالحها دون المواطنين. فهل لنا ان ندعي ان بلادنا اليوم

2

من المتحضرين ؟ أما كان الواجب الاخلاقي عليها ان تتنحى وتعترف بالتدمير والتخريب قبل ان ينكشف المستور الذي بدأ يظهر تدريجيا اليوم نتيجة ضغط الجماهير ومهمات بعض الضمائر الميتة في التدمير؟ ان الاصرار على الخطأ لن يكون مآله الا الخراب الأكيد..؟

كل العالم يقتصد بموارد المال ليكون رصيدا للأجيال، ويحتفظ بالكفاءات ، ويبني المؤسسات له ولاجيالة القادمة من بعيد ، منذ عهد الحضارات الكبرى في العراق واليونان والصين. ونحن اليوم في هاوية السقوط من السائرين وليس لدينا الا المخاصمات والمنافع الاجتماعية التي ما جاءت مسجلة بدستور ولا قانون – قوانين شخصية -، وأستئثارات رجال الدين التي ما نفعت في المواطنين. فلا حشد شعبي ولا مليشيات ولا دول الاقليم بنافعة لاعادة المنهج الصحيح ، بل جيش عراقي عقائدي وطني أصيل مثل كل العالمين.والا نهايتكم اصبحت معروفة كما انتهت حياة صدام وابن علي ومعمر القذافي ومن على الطريق…؟

وليعلم كل رجال السلطات الثلاث اللاهية بالثروة والجاه وحكم الباطل بالاخرين بقانون القوة لا بقوة القوانين يساندها القضاء الظالم في تطويع القوانين .

ان الشرعية الدستورية والقانونية في حكم الناس لا تحققها تكديس الثروات ، ولا شراء الولاءات ، ولا الطائفيات المرفوضة ، ولا الكيانات الباطلة ، ولا التوافقات المصلحية ، ولا بضرب قناني الماء في وجوه المخلصين في مجلس النواب العتيد، ولا حتى الحماية الاجنبية ، بل الشرعية في العدالة وتحقيق حقوق الناس في الآمن والأطمئنان والكفاية والعدل بين المواطنين..؟ .

متى تعي الكيانات الحاكمة الباطلة مصيرها الأسود ومصير العراقيين ، ان استمرارها لن يطول ان هي بقيت تحكم بنفس عقليات امية التخريف بعيدا عن عدل الناس في وطن العراقيين الذي يملك تجارب السنين .

هل يتنبه اليوم رواد المنطقة الخضراء التي ورثوها من السابقين ليستقروا ويتحصنوا بها كما استقر فرعون في الأهرامات على آهات المصريين،فبقوا مصرين ؟ لكن حتى النبي موسى لن يستطيع اقناع فرعون حين رد عليه الفرعون مستهزءأ به وبالرسالة قائلا : (اني لأظنك يا موسى مسحورا ،الاسراء 101 ) . لكن الرب العظيم يرد عليه برد اقوى وامر حين قال له على لسان موسى : ( واني لأظنك يا فرعون مثبورا الاسراء 102 ) ؟ . فهل يصحى الغارقون في المسكرات والملهيات لما سيحصل لهم من الطوفان وشق البحر وغرق الفرعون

3

الكبير..؟ فهل عرفتم ماهية التاريخ ،والحد الفاصل بين الحقيقة والخيال ؟ للانسان عقل يتصرف به ليستطيع ان يتغلب على الظروف غير المواتية بدلا من الرضوخ اليها وتركها تشكله كيف شاءت،وانتم وتجاربكم السياسية كما تقولون لن تستطيعوا ادراك الحقائق التي بها تتغلبون على الظروف ، والعقل على العاطفة والمال الوفير لأن المال السائب والحكم السائب يسلب منكم العقل والدراية دون تفكير.

عودوا الى رشدكم ايها الحاكمون المغفلون وتذكروا ما كنتم به تنادون ، وتعلموا ان الثورات الشعبية لا تأتي من التأمر على الأوطان كما فعلتموها وحطمتم بها وطن العراقيين في الليل البهيم،وأنما تأتي غداً من ساحات التحرير التي قتلتم فيها هادي المهدي والمخلصين،وأختطفتم جلال الشحماني واعتقدتم باسكات الصوت سيسكت المظلوم،هذه كانت نظريات السابقين الذين قبلكم ماتوا نادمين. اليوم ان الذين يطالبون بالحقوق ياتوكم من الشوارع المكتضة بالمواطنين المحرومين، وتاتيكم من ازقة الجياع المظلومين، ومن الذين يطالبون بالحقوق ولا غيروالحق دوما ينتصر على الظالمين.

يبدو من قراءة صفحات حكمكم القصير،ان فكركم السياسي يقوم على افتراضات تنشأ عن أراء غيرمنطقية وغير واقعية دون ان تفكروا في تجربة لم تأتِ بنتائج مثمرة الا ماندر، وان تتجسد خسارتكم التي تتجمع يوميا لتصبح عائقا لا يمكن حله حتى بمساعدة الاخرين.

ولربما ستنفجر غدا في قصوركم المسيجة بسياج الكونكريت والمحمية بكلاب الاسكتلنديين ،فلا تبقوا تتعايشون مع امية الخرافة التي يعلمكم بها رجال الدين…؟

ان الاعتراف بحقائق التاريخ هي التي تفتح عليكم باب التفكير الصحيح ، وتوجهكم الى موضع البحث والتأمل لعلكم تتفكرون ، بعد ان امتلئت خزائنكم كخزائن فرعون ورجال العهد القديم من السحت الحرام واموال المواطنين، وبعد ان أمنتم على عوائلكم وأولادكم هناك عند المنتفعين، وسكنتم القصور الفارهات وعمرتم وجوهكم ونساؤكم في مراكز التجميل،باموال الجياع المساكين ، وتركتم المواطنين جياع والنساء اصبحن سلعة رخيصة في اسواق النخاسين عند المجرمين ،وتركتم الناس بلا ماء ولا شجر على جسر بزيبز ومعسكرات النازحين من المهجرين المظلومين الذين سرقتم حتى حليب اطفالهم من المتاجرين ،وتخافون حتى زيارتهم ، ولا ندري ممن تخافون ؟ من الموت ، فالموت سيدرككم ولو كنتم في بروج مشيدة جيفاً غداً من حيث لا تعلمون.

4

نقول لصولاغ ولعمار الحكيم الذين رأيتهم اليوم يوزعون الفلافل والبطيخ على الزائرين لمرقد الحسين الشريف ،اقول لهم أتركواهذه الأكاذيب فقد وعاكم الشعب وعرفكم انكم من الكذابين النصابين.

الكل اليوم حائر في مصائبه وبلواه مثل الأخرين. الحل ان تتقدموا وتسحبوا اموالكم التي سرقتموها من ارصدة الجماهير وتعالجوا بها المحرومين . وتخلوا عن حيلكم في مواسم الحسين الذي حولتم مصابه الى مهزلة مصاب كل العراقيين المظلومين .

يبدو من حقنا ان نعتب على الامام الحسين(ع) اليوم الذي اختار العراق للدفاع عن المظلومين وكيف حول المظلمة الى ظلم الاخرين،فأصبح مع الاسف هو مثل الذين فرضوا الظلم على المواطنين…وحاشاه ان يكون ظالماً، لكن الظروف احيانا تجبر حتى الابطال على النزول من سروج خيول المخلصين. ولو كان الامام الحسين يدرك او يعلم ان الاتباع سيكونون مثل يزيد لما خرج ليحارب ظلم يزيد على الناس الأخرين ؟

فلا تبقوا تزهون في حياتكم بالظلم والانانية والأناقة الفارغة وبالوجوه المنفوخة في حوانيت التجميل من اموال المواطنين واحتقار الناس وتلهوهم بالمغريات الباطلات ايها المبطلون…؟ فلا بد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر ليحطم رؤوسكم وكل خونة التاريخ ؟

علينا ان نعالج الفكر بالفكر ، لا بالتخريف، ونحاول التجديد مستعينين بالسراط المستقيم، وعلينا ان ننزع غشاوات التقديس،والتعظيم لمن لا يستحقونها لنتمكن من وزن الامور بميزان صحيح ،وعليكم ان تفرجوا عن المخطوفين المناضلين أمثال جلال الشحماني الأصيل فالاعتراف بالخطأ سيد الموقف ،فلا تبقوا تهرولون خلف كذابين الزفة من كتابكم وفضائيات المنتفعين ،وشهادات المزورين ،الذين يحنطون لكم الفكر الصحيح ولا يدعون للتجديد والاعتراف بحقوق المواطنين ،واليوم انتم في وضع لا يحسد عليه من الخوف والندم وانكسار النفس مثل كل الخائنين عبر التاريخ..

السفينة تغرق…وتغرق وأنتم نيام …فأصحوا من نوم النائمين…؟ يا عبادي اقدم على التغييراو تتخلى عن مسئولية المواطنين،فالامانة تكليف رباني لم يقبلها المترددون…وحل مجلس الامة المنتخب بالمقسم الانتخابي والتبديل والتعويض، وجمد المنتفعين ، وألغي دستور المحتلين واستبدل قيادة العسكر الفاشلة بقيادة العارفين المخلصين،وأجعل أنتخاب رئاسة الجمهورية للمواطنين ومن يقع عليه رأي الأمة ، التفت لحقوق المواطنين ،والا حياتك وحياة الوطن اليوم

5

في وَهمَ الواهمين….؟ فأنتم ايها المرافقون للتغيير لا تبهجكم جيوش الحمايات ولا عسكرة الفضائيات ولا كذابين الزفة من الباطلين.

لن نستعيد الوطن والمواطن الا اذا بدأنا ببناء الفكر والانسان العراقي والمنهج الجديد… وتخلصنا من زمرة الخيانة وهرطقة رجال الدين؟ ساعتها ستموت داعش الاجرام والناكثين . وبنينا مدرسة بمنهج انساني جديد،ودولة قانون مدني يستند الى التشريع،وألغينا الطائفية البغيضة والمحاصصية والعنصرية ، وفتشنا عن حقوقنا المسلوبة عند كل السارقين دون تفريق…ساعتها من حقنا ان نقول بالعراق الجديد ..؟

فتحياتي للبغدادية التي تفتش عنكم في كل حي ودرب قصير…؟

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب