أطباؤنا متميزون أينما تواجدوا في دول الدنيا التي تتلقفهم , وتوظفهم لتأمين الرعاية الصحية لمواطنيها , وتتعجب كيف لدولة لديها طاقات علمية وقدرات مهنية متطورة , لا تستثمرها في تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين!!
إلتقيت بعدد من الأطباء والطبيبات الشباب الذين هاجروا قبل بضعة سنوات , فشقوا طريقهم في سلم المعارف الطبية , وأظهروا تفوقا على العديد من أبناء الأمم الأخرى , وتجدهم من البارزين في المؤسسات العلمية العريقة.
هذه الإنجازات لا يتمكن منها إلا أصحاب العزم الحديد , وكم شعرت بالفخر والعزة والبهجة الحضارية بين الطاقات الشبابية , المتفوقة على أقرانها من أبناء الدنيا المتقدمة.
فأين حكومات البلاد من الطاقات العلمية الوطنية؟!!
المؤسسات الصحية لا تستوعب عناصرها المؤهلة لتقديم أرقى الخدمات , فالمستشفيات لا تتوافق والمواصفات والضوابط المعمول بها في مستشفيات الدنيا , التي تحت المراقبة الدائمة لتقييم الأداء والرعاية اللازمة السليمة.
وقس على ذلك الكفاءات في ميادين المعارف كافة , التي تضع البلاد على أرضية إنطلاق إبداعي علمي , صناعي متفوق ومقدام.
فمن الجهل , القول بأن البلد لا يستطيع الوصول إلى ذروة المعاصرة والمواكبة على مختلف المستويات , فالعراقي فيه بذور حضارية قادرة على الإتيان بما هو أصيل.
ترى أين العلة؟
إنها بإختصار بفشل القيادة والإدارة , وعدم توفر الإرادة الوطنية الصادقة , والحرص على تأمين حاجات المواطن , ومصادرة قيمته ودوره , وتضليله , وتغفيله , وطمره بالغابرات , وتأجيج التفاعلات السلبية اللازمة للإلهاء , وتبديد الطاقات وتدمير القدرات.
ومن الواضح أن البلاد بحاجة لقيادة تعرف الوطن , وتعمل من اجله , وتتفاعل مع أبنائه بإيجابية حضارية , وإيمان مطلق بأن الشعب يكون , ويحقق أهدافه , ويؤكد ما ينشده بالجد والإجتهاد , فالثروات بأنواعها متوفرة وفائضة , ومن الواجب الإنساني العمل على بناء الصرح الحضاري الوطني المعاصر بها.
فهل من قائد حصيف؟!!