العراق من أكثر دول العالم, التي عانت من ويلات الحروب, فمنذُ تأسيس الدولة العراقية, الى يومنا هذا كان العراق إما مسرحاً لعمليات عسكرية, او مغامرا فيها و خائضاً لحروب نيابة عن دولٌ أخرى تخلف الحروب عادة أجيالاً من الأيتام, وجيوشاً من المعاقين والأرامل والثكلى.
عانى العراقيون على مدى 35 سنة خلت مغامرات مجنونةٍ, للنظام الصدامي وحروبة الدامية, التي أستنزفت خيرات العراق, أبتداء من حرب الشمال مرورا بالعداون على الجمهورية الأسلامية, وختامها بالأحتلال الأمريكي للعراق.
بعد سقوط النظام البعثي, كان الأمل يداعب في روؤس العراقيين, بأن هناك فسحتُ أمل في نهاية النفق المظلم, وحلموا ببناء جيل جديد ينهي معانات تلك الحقب المظلمة, وتعويضهم عن سنيين الحرمان والظلم التي عانوا منها,لكن مالبثوا أن صحوا من تلك الأحلام, بعدما ضرب الأرهاب المنظم أرض العراق, وبدءت عمليات القتل والتهجير, والأستهداف الطائفي, حتى كان العراق مسرحا لأكبرحرب بالنيابة لتصفية حسابات بين مخابرات تلك الدول, والمنظمات الأرهابية.
فأصبح لدينا جيلاً جديد من الأيتام وجيوشا من المعاقين والأرامل والثكلى, يضاف الى الأجيال السابقة, لم تكن الحكومات التي تعاقبت بعد تحرير العراق, قد وضعت في حسابتها الأهتمام بهذه الشريحة الكبيرة والمهمة, فلا توجد قاعدة بيانات حقيقية لأعداد الأيتام والمعاقين والأرامل, ولاتواجد موؤسسات خاصة بهم لتلبية أحتياجاتهم, فعانت هذه الشريحة التهميش بفعل الفساد المالي والأداري, والبروقراطية القاتلة, فأنجاز معاملة التعويض اوالحصول على راتب تقاعدي, يحتاج من 3الى 5 سنوات, في أحسن الظروف, هذا في حال سارت الأموار كما يرام, يضاف له عمليات التحرش بالأرامل والأبتزاز المادي والتعنيف من قبل الموظفيين المسؤلين عن تلك الدوائر.
مافيات الفساد التي عششت في دوائر الدولة, جعلت من حقوق, هذه الشريحة في طي النسيان, لذلك يجب أن تكون من اوليات حملة الأصلاح التي تقودها الحكومة, هي أنصاف , هذه الشريحة, وأرجاع حقوقهم التي سلبت, بفعل سياسات قد تكون متعمدة, اوخاطئةٍ, وجعلها من اوليات حملة الأصلاح, لأن دعاء اليتم يهز عرش السماء,والأهم من هذا كلة هو محاكمة من تسبب بتلك الجرائم, من محرضين ومنفذين ومن تأمر عليهم, ومن سلب حقوقهم, فلأ جلهم أضربوا بيد من حديد مافيات الفساد, ورؤوس الأرهاب, وسالبي حقوق الأيتام والأرامل.