كثيرا مانسمع ان أشخاصا يصطادون في الماء العكر . فيتبادر الى أذهاننا وشعورنا طعم ورائحة ( المؤامرة ) والخيانة .. نعم هناك الكثيرون الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكِر لأن حياتهم اساسا مبنية على الكذب والخداع فلا يستطيعون العوم ( السباحة ) في المياه العذبة لأنها تُغرقهم .. انه ليس اتهاما وانما هو واقع حقيقي يمارسه البعض من الذين يُتقنون ( فن ) اثارة المشاكل المختلفة ، هؤلاء هم اصحاب النفوس الضعيفة والمريضة واصحاب البصيرة العمياء الذين يعمدون الى التربص بالاخرين والأيقاع بهم لأشباع غريزة الحقد والكراهية التي تتحكم بنفوسهم المريضة .. هؤلاء لايمتلكون غير نوازع الشر ويعود ذلك الى ضمائرهم المستترة أو الغائبة وحمّى الحقد والغيرة والحسد التي تحملهم بعيدا عن مَواطن ( الحكمة والصدق ) وتُلقي بهم في أنفاق الأمراض النفسية .. هؤلاء وكما يقولون ( طينتهم سوداء ) ، وصدق الشاعر الذي قال عنهم
( الطينةُ السوداءُ مِنْ لؤمِها ……. هيهات تبيَضُّ سجاياها )
ان الأصطياد في الماء العكِر هو نوع من الانتهازية والأنانية والأمعان في تحقيق المصالح الذاتية على حساب تدمير وتعكير حياة الآخرين ، فالأنتهازيون وماأكثرهم في هذه الأيام وفي هذا الزمن الرديء لايطيب لهم العيش الّا في أجواء تعكير صفو العلاقة بينهم وبين الآخرين ففي ذلك تتوهج قابلياتهم وقدراتهم ويتوهج مكرهم وخداعهم في اقتناص الفرص لتحقيق مآربهم في زرع بذور الفتنة والنميمة وتسميم الأجواء من أجل الوصول الى غاياتهم ومصالحهم الشخصية …. ان هؤلاء هم في الحقيقة ذئاب على هيأة بشر يتربصون بالآخرين عن طريق المكر والدهاء ( ان هذا النوع من البشر هم صورة اخرى للمنافقين الذين لايقاتلون الّا من وراء حُجُب ولايجيدون الطعن الّا من الخلف ، ويُحيكون المؤامرات والدسائس وينصبون الفخاخ ) .. والسؤال هنا : هل يستطيع هؤلاء قلع اقنعة الزيف الخادعة ؟؟ وهل يستطيعون ارتداء الوجوه الحقيقية بعد تنقيتها وغسلها من ادران الشياطين ومن شوائب الغش والمكر والخداع ؟؟؟ وهل يستطيعون احترام ذاتهم ويقدرونها حق تقديرها ؟؟ وهل يستطيعون الأرتقاء الى مصاف الأنسانية ؟؟ الأجوبة اتركها للقاريء الكريم ، أما أنا فأشكُّ في ذلك ..
السلام عليكم