الأشرار والأخيار!!

الأشرار والأخيار!!

التأريخ مكتوب بمداد الدماء المُراقة بأدوات الشرور , وبعض الأشرار يصنعون أحداثه , وقلة هم الأخيار الذين تصدروا مسيراته.

ولا يُعرف لماذا يميل الناس لتولية أشرارهم عليهم !!

يبدو أن القوة عمياء والذين يتسلطون على المجتمعات يفقدون قدرات التبصر ويذعنون لإرادة الكرسي , وما يمليه على الجالس عليه من سلوكيات مخلة بالعديد من الثوابت الأخلاقية , فالكرسي غابي الطباع , وحشي التطلعات إفتراسي النزعات , ويتأسد ولا يمتلك أي خلق كريم , لأنه يتوجس ومهووس بالأمان المطلوبلديمومته في عرينه الحصين.

والدليل على ما تقدم أن الإنتخابات لا تأتي بأخيار المجتمعات وتفوض لهم حرية تقرير المصير , كما حصل في ألمانيا وإيطاليا قبل الحرب العالمية الثانية , وفي بعض الدول المعاصرة.

ومن الواضح أن البشر يقتل الرسل والأنبياء والمصلحين ورواد الفكر والحرية والرحمة والألفة الإنسانية , ومعظم الطيبين ماتوا غدرا , وفي القرن العشرين قتلوا غاندي وأمثاله , وجرت محاولات لقتل كتّاب ومفكرين ودعاة محبة وسلام.

وبرغم محاولات الأديان تهذيب البشر , لكن النفس الأمّارة بالسوء فاعلة فيه ومهندسة لتصرفاته , وموقدة للصراعات الدامية , ولهذا الحرب دوّارة والسلام مستحيل.

ويظهر أن الصراع من العوامل الأساسية لتحريك عجلات الحياة , وتأمين البقاء القابل للتواصل والتطور والرقاء , ولكي تتحقق الحركة بتعجيلاتها المتنوعة , لابد من الأشرار اللازمين لتأجيجها وإيقاد ميادينها وشن حروبها.

وأنى ننظر فثمة دلائل شرور , ومعالم دماء تفور , فالطبع البشري ما تبدل , بل إستخدم مبتكرات العقول للتعبير عن مطموراته ونوازعه الكامنة في أعماق المخلوقات الآدمية وغيرها.

فما صنعه البشر صار يخدم الخير والشر في آن واحدة , فالسيارة للخير وللشر معا , وكذلك الطائرة , ومبتكرات العقول من أدوات الشرور متعارف عليها وبلغت ذروتها في عصرنا الفتاك.

فلماذا الشر سلطان , والخير أنّان؟!!