23 ديسمبر، 2024 2:04 ص

الأسلبة في الكتابة!!

الأسلبة في الكتابة!!

الأسلبة من السلبية أو النظرة الدونية التشاؤومية التأنيبية الخالية من الموضوعية والبحث الجاد الكفيل بتقديم صورة ذات ملامح حقيقية أو قريبة من ذات الموضوع وجوهره.
فالأقلام تكتب بسلبية شديدة عن الواقع العربي شأنها شأن بعض مسلسلات الدراما المصرية الغثيثة التي تقدم المجتمع على أنه من أتعس المجتمعات ولا يوجد فيه سوى سفك الدماء والبغاء والفساد!!
وفي هذا النهج عدم موضوعية وإسفاف في التجني على المجتمع , ذلك أن المجتمع العربي لا يختلف عن مجتمعات الدنيا إلا في بعض الخصوصيات القليلة كما هي تختلف عمه بما عندها من خصوصيات , لكن مجتمعات الدنيا توفر لديها قادة متبصرون ومناهج سلوكية سياسية جادة ونافعة أحدثت فيها إنتقالات ذات قيمة حضارية معاصرة , كما هو الحال في سنغافورا وماليزيا وغيرهما من المجتمعات.
فالمجتمعات كالسوائل تأخذ شكل الوعاء الذي توضع فيه . فلا يمكننا أن نلوم الماء على إتخاذه شكل وعاءٍ وضع فيه.
وأوعية المجتمعات أنظمتها السياسية بمناهجها وآلياتها التفاعلية.
ومجتمعاتنا في معظمها موضوعة في أوعية محطمة أو مثقوبة , فلا تمتلك القوة والقدرة على الحفاظ على شكلها والإنطلاق منه إلى حالة متطورة أو متقدمة , والعلة كل العلة تكمن في أنظمتها السياسية المهترئة الخاوية الخالية من مناهج وبرامج صناعة الحياة , كما أنها مجتمعات بلا قيادة تستوعب تطلعاتها وتأخذها في طريق الصعود نحو المستقبل القويم.
إنها مجتمعات سائبة بكل ما تعنيه الكلمة , فهي مثل الماء المتدفق الذي يمضي في الصحارى ويضيع في الرمال.
مجتمعات فيها مكنونات حضارية وافرة لكنها لغياب مناهج التعبير المعاصر عنها تبدو حائرة عاثرة , ولا يمكن لأي مجتمع بشري أن يكون من غير قدرات قيادية متلاحمة ومؤمنة بطاقاته وعزيمته وإرادته.
فهل في المجتمع العربي قيادات صالحة؟
لنتأمل دولنا ونبحث عن الجواب الصريح!!
فالمجتمعات تصنعها القيادات , وأنى تكون القيادة يكون المجتمع , فلا تظلموا مجتمعاتنا العربية العريقة الطيبة , وزعزعوا أركان المغتصبين لذاتها وموضوعها من التابعين للآخرين والمنفذين لأجندات المفترسين لما هو عربي عزيز!!