22 ديسمبر، 2024 6:51 م

الأسلام والعلم

الأسلام والعلم

الموضوع : المتداول في الشأن الأسلامي ، تسميات منها : علماء الدين – عالم دين ، علوم الدين ، هيئة علماء المسلمين ، لجنة أو هيئة أفتاء علماء المسلمين ، علماء الأزهر .. ، وغير ذلك / ما ذكر قد لا يتطابق مع ما موجود في الساحة الأسلامية ، وممكن أن تكون هناك تغيير في بعض المفردات ، ولكن المنظور العام أنها تسمى في هذا السياق أو المفهوم . والملاحظ على هذه التسميات أنها تربط التسميات بكلمة ” عالم وعلم ” ، والتي تعرف كما يلي : تعرف كلمة عالم ( يُعرّف العلماء في كلّ عصرٍ بأنّهم صنفٌ من النّاس تميّز عن غيره بعددٍ من الصّفات والسّمات البشريّة من ذكاءٍ أو إبداع ، وكان نتاج هذه السّمات والصّفات مخرجات فكريّة أو أدبيّة أو علميّة أو في أيّ مجالٍ من مجالات الحياة ، وكانت هذه المخرجات نافعةً للبشريّة وتمثّل إضافةً على النّتاج العلمي أو الأدبي أو الفكري للبشريّة ، وقيل في تعريف العالم كذلك أنّه الإنسان الذي يحيط علمًا بشيء معيّن فمن كان عالمًا بشيءٍ من جميع جوانبه اعتبر عالمًا به / نقل من موقع موضوع ) ، أما تعريف كلمة علم ، فتعرف وفق موقع / الموسوعة الحرة ( العِلْـمُ والجمع العُلومْ / المسمّى باللاتينيّة scientia، أي المعرفة هو أسلوب منهجي يقوم ببناء وتنظيم المعرفة في شكل تفسيرات وتوقعات قابلة للاختبار حول الكون . يرتكز مفهوم العلم على مصطلح المنهجية العلمية الذي بدوره يقوم بدراسة البيانات ووضع فرضيات لتفسيرها ويقوم باختبارها وكل هذه العملية للوصول إلى معرفة قائمة على التجربة والتأكد من صحتها بدل التخمين / نقل من موقع الموسوعة الحرة ) .
القراءة : أولا – الكثير من الباحثين والكتاب يستخدمون هذه التسميات / الواردة في أعلاه – ومنهم كاتب المقال ، وأرى أنه قد آن الآوان لتقييم وتقويم هذه التسميات ! ، والعمل على تصحيح ما تم سرده في كتابات وبحوث ونقد التراث الأسلامي ! .
ثانيا – العالم بالمفهوم العام ، يقدم أضافة علمية أو طبية أو فكرية أو .. للحضارة الأنسانية ، فهل فتاوى علماء الأسلام مثلا ، كفتاوى الجهاد / الدفع والطلب .. وهي دعوة للقتل ! ، تقدم أي نتاجا مماثلا لهذا ! ، وهل جهاد النكاح على سبيل المثال وليس الحصر ، يقدم أي مفهوما أخلاقيا للمجتمع الأسلامي أو للمجتمع عموما . ففتاوى علماء الأسلام أنما تقدم شلالا من الدم ، ولا تقدم أي جهدا حضاريا من أجل التقدم والتطور نحو حياة أفضل ، لذا علماء الأسلام ليسوا علماء ، بل هم شيوخ وفقهاء .. ! وذلك لأنهم لا يقدمون أي أضافة حضارية للأنسانية عامة . فالعالم هو الذي يقدم جهدا حضاريا ، كتوماس أديسون – مخترع الكهرباء ، الطبيب الاسكتلندي السير ألكسندر فلمنج – مخترع البنسلين ، والأخوين وايت – أطلاق أول طائرة وألبرت أينشتاين – النظرية النسبية .. هولاء هم العلماء ! .
ثالثا – الأشكالية أن المسلمين يعتقدون أن كل مفصل أو ركن أو حتى أي معلومة وردت في الأسلام / القرآن والأحاديث – أي التراث الأسلامي عامة ، ثابتة مطلقة كاملة ، وأن الأسلام نسخة كاملة لعقيدة دينية شاملة متكاملة لكل العصور ، لا يمكن أن تتغير ، وأنها صالحة لكل زمان ومكان .. وهذا الأمر لا يمكن أستيعابه لا علميا ولا فكريا ولا عقليا ولا حتى أيمانيا ! . الأشكالية الأكثر والأكبر ، أن المسلمين لا يقبلون بأي نقد أو مس فكري أو علمي بالذات المحمدية / جدلا قبول هذا الأمر بالنسبة للذات الألهية بشكل أو بأخر ، وهذا الحال وضع الأسلام / القرآن ومحمد ، في قالب مغلق جامد ! بعيدا عن المنطق وعن حركة التاريخ ، وهذا خلاف العلم ، التي تتغير نظرياته وفق التطور العلمي والتكنولوجي ، فالكثير من الأمور العلمية / القواعد والنظريات ، كانت سابقا من المسلمات ، ولكن هذا الأمر تغير ، فمثلا ( ظلّت قوانين الحركة الثلاثة التي وضعها ” العالم نيوتن ” لعدة عقود أمراً مُسلّماً به ، إلى أن نشر ” العالم الفيزيائي أنشتاين ” عام 1905 ورقة تُشكّك بمدى دقة هذه القوانين ، والتي باتت تُعرف اليوم بالنظريّة النسبيّة الخاصة ، ثُم أتبَعَها بالنظريّة النسبيّة العامّة ، التي تطرَّقت إلى موضوع الجاذبيّة وبرهنت على قصور الفهم السائد لها ، حيث اعتمد هذ الفهم بشكل أساسي على قانون نيوتن للجاذبية / نقل من موقع موضوع ) . وحتى النظرية النسبية خضعت للكثير من النقد ! فليس من أمر ثابت ! . أي أن العلوم تقوم على ما يلي ( مدخلات علمية ، فتكون المخرجات علمية ، أذن كل النتائج علمية ) ، أما الأسلام باق على نمطه الماضوي لا يتغير ولا يتطور وفق التغيير الزماني والمكاني .
الخلاصة : ختام القول ، لايمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق على مفاصل وأركان و .. الأسلام ” بعلوم الدين ” ، بل يستوجب تسميتها بعقائد الدين ، ولما كانت هذه المفاصل ليست ” علوم ” ، أذن من يتفقه أو يبحث أو يفتي بمضونها أيضا ليس بعالم دين بل ممكن تسميته ب ” شيخ ” ، ” أمام ” أو ” مفتي ” . وعندما يقبلون النقد العلمي لهذا المعتقد من أجل تطويره وتنقيته من المفاهيم والتخاريف والهلوسات الماضوية ، في ذلك الزمن يمكن أن يكون هذا المعتقد تحت مظلة العلم ، فيكون شيوخه الناقدين له من أجل رفع القداسة والألوهية عن معتقداته ، بذلك الوقت يمكن أن يسمى هولاء الشيوخ : ب ” العلماء ” .