الأستهلال :
كان ولا زال القرأن ، أيقونة مقدسة ، وأن أي مساس به كنص ، حتى ولو كان مجرد قراءة حداثوية ، نتيجة صحوة فكرية ، فأنه يعتبر من المحرمات … هذا ما أردت بحثه في هذا البحث المختصر .
المقدمة :
أن العقل هو مصدر الفكر وديدنه ، وعندما يكون العقل في أزمة ، فهو ينتج فكرا مأزوما ، نصا وحديثا .. ، وهذا ” النص الأزمة ” ، عندما يقرأ بعد فاصل تأريخي يقرب من 14 قرنا ، فمن المفروض أن تكون القراءة ، حداثوية بكل ما تعني الكلمة من قوة وفهم ودلالة ، خاصة أذا أقترنت هذه القراءة بصحوة فكرية بعد طول سبات فكري مقرونة بأجبار سلطوي ! ذلك من أجل معرفة مدى دلالة النص وخدمته للظروف الزمانية و المكانية التي نحن نحيا في محيطها .. وسأسرد في هذا البحث ، بعضا من هذه النصوص ، التي تحتاج الى وقفة فكرية وعقلية ، ثم سأتعرض الى نصوص أوقف حكمها من قبل الحاكم ! ، ثم سأختم بقراءتي الحداثوية مع خاتمة ، متطرقا لبعض الرجال الذين نهجوا فكرا ، مقرونا بصحوة عقلية .
النص : 1* العقل محمل بمفاهيم فكرية ماضوية / نصوص وسنن وأحاديث ، أقل ما يقال عنها أنها خارج نطاق الزمان والمكان الذي نحن نتفاعل معه ، أضافة الى أنها لا تضيف أية قيمة معرفية للعقل ، بل أنها تثقله بخرافات وأساطير وقصص وأحداث غيبية ، تجعله مغيبا مترهلا ، نعم أنها من ضمن النص القرأني ، ولكنها تمثل أزمة عقل متمثلة بفكر مسرد قبل 14 قرنا .. ومن هذه النصوص ” الأسراء والمعراج ” ، ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) / سورة الأسراء ، ووفق موقع الأسلام سؤال وجواب (( .. وتواتر عن الرسول أنه عرج به إلى السماوات ، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة ، فكلمه ربه سبحانه بما أراد ، وفرض عليه الصلوات الخمس ، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة ، فلم يزل نبينا محمد يراجعه ويسأله التخفيف ، حتى جعلها خمسا ، فهي خمس في الفرض ، وخمسون في الأجر , لأن الحسنة بعشر أمثالها ، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه .. وقد اختلف الناس في الإسراء والمعراج ، فمنهم من قال : إنه كان مناما ، والصحيح أنه أسري وعرج به يقظة ؛ لأدلة كثيرة يأتي ذكرها . .)) ، هذه الحادثة أراها مأزومة ، لأسباب منها : أولا – أنقسام رأي العلماء والسلف إلى ثلاث ، فمنهم من يقول أن الإسراء والمعراج كان بالروح ، ومنهم من يقول كان بالجسد ، ومنهم من يقول كان بالروح والجسد ، وهذا ما ذهب أليه معظم السلف والمسلمين ، / نقل من موقع صيد الفوائد ، وهو أول نسف مبدأي للحدث ! وذلك لعدم أتفاق العلماء والمفسرين على طبيعة الأسراء والمعراج روحا أم جسدا ! ، ثانيا – كانت وسيلة نقل الرسول هي ” البراق ” ، حيث أمتطاها الرسول وجبريل ، والبراق ( البراق له قوائم ثور ، وذنب غزال ، وفي قول آخر جسده كجسد الإنسان ، وذَنَبه ذنب بعير ، وله مثل عرف الفرس .. والبراق فوق الحمار ودون البغل . وقيل إن البراق هو دابة النبي إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام . / نقل بتصرف عن مقال لنبيل هلال – موقع أهل القرأن ) ، وعَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ الرَسُولَ قَالَ : ” أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ , يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهِ , فَرَكِبْتُهُ ، فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ..” إلى أخر الحديث الشريف .. وهنا نحن أمام حيوان مركب من عدة حيوانات !! طائر غريب وفريد الأوصاف والأفعال والمهام ! جسده كجسد أنسان ، فهو حيوان / دابة ، على شكل أنسان ، مخصص لتنقل الأنبياء ، علما ورد فقط أسم النبي أبراهيم في هذا الصدد من أنه كان يستخدمه في زيارة البيت الحرام ! ، أمور ميتافيزيقية ، كيف تصدق عقلية في القرن 21 هكذا حيوان خرافي !! ، ثالثا – أما فرض الصلوات الخمس ، وطريقة تعامل الرسول مع الخالق ، وطريقة تقليلها أو تقليصها من 50 صلاة الى خمس صلوات ، فأنها طريقة لا تجرى ألا في سوق ، بين بائع ومشتري ، فلا يعقل أن يفاوض الرسل الله هكذا ! ، فأين قوله تعالى في سورة يس 82 من هذا ” إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ” ، الله أذا أراد أمرا يكون منتهيا بكلمة منه ! ، رابعا – الصلاة بالانبياء ، ” وقيل إن محمدا صلى بالأنبياء ليلة إسرائه في بيت المقدس ثم عُرج بهم جميعا بعد ذلك إلى السماوات العلى ” ، كيف صلى الرسول بالأنبياء وهم يتكلمون عدة لغات ، منها الأرامية والعبرية والمندائية .. والرسول الأمي يتكلم العربية فقط ! ، وكيف عرج بهم جميعا وهم رهط ، لا ندري ، هل أستخدم البراق ، ولكن من الصور المتخيلة للبراق أنه لا يكفي لأكثر من شخصين ، وهذا الذي سبق ذكره في ركوب جبريل والرسول عليه ، فهل كان هناك براقا أخر !! وبالرغم من أن البراق هو ” وسيلة المواصلات للأنبياء إلا أنه تشامس واستصعب عندما هم محمد بركوبه ، ولكن جبريل وبخه على ذلك فتصبب البراق المسكين عرقا من الندم والخجل ” نقل عن / ابن الأثير – الكامل في التاريخ – المجلد الثاني – ص 51 ، فكيف لحيوان يخجل ويتصبب عرقا !! خامسا – أما عملية شق صدر الرسول ليلة الأسراء ، فقد جاء في موقع قصة الأسلام الأتي ( ..وجميع ما ورد من شقِّ الصدر واستخراج القلب ، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة ممَّا يجب التسليم له دون التعرُّض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك ، قال القرطبي في ( المفهم ) : ” لا يُلْتَفَتْ لإنكار الشقِّ ليلة الإسراء ؛ لأن رواته ثقات مشاهير . ثم ذكر نحو ما تقدم ” ) .. هنا نلحظ تجهيل للعقل وأنكار للوعي والتفكير ، مع التشديد لقبول الأمر على ما هو عليه من خيال وغيبيات ، على أساس أنه مروى من قبل ثقات المشاهير ! وهذه كارثة عقلية بكل معنى الكلمة لأن الأمر به تهميش للعقل والأدراك ! ، سادسا – سدرة المنتهى : قال تعالى ( وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ) وقوله تعالى : ( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) . سدرة المنتهى هي شجرة عظيمة تقع في الجنة في السماء السابعة ، ولكن جذورها في السماء السادسة ، وبها من الحسن ما لا يستطيع أحد من البشر أن يصفه ، وهذا تصديق للحديث القدسي المشهور عن أبي هريرة قال : قال الرسول : قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . وفي روايات أخرى : ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل .. / هذا ما جاء عن سدرة اللمنتهى في موقع موضوع . كوم ، وجاء عن وصفها أيضا ، (( عن ابن عباس قال : قال الرَسول : ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المُنتهى . فغشيها ألوان لا أدري ما هي . قال : ثم أُدخلتُ الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ، رواه مسلم – كتاب الإيمان – باب الإسراء برسول الله صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم ومعراجه – حديث رقم 289 )) / نقل بتصرف من موقع طريق الأسلام ، وفي موقع الملتقى التربوي ، يربط وصفها بخيال أخر ، حيث يبين الأتي ( يخرج من تحت سدرة المنتهى أربعة أنهار : اثنان باطنان ، واثنان ظاهران ، ورأيت ورق الشجرة كآذان الفيلة ، وحملها كقلال هجر .. ) .. فكيف لشجرة تجري من تحتها الأنهار ، وتعبر جذورها السماوات ّ! ونحن نعرف من علم النباتات من أن الجذور تنموا في التربة ، وممكن لغرض التجارب أن تنموا في أناء به ماء ، ولكن أن تعبر الجذور السماوات فهذه معلومة لم تصلنا بعد ! . 2 * ولكن كان هناك حكاما أوقفوا أحكام نصوصا قرأنية ، بشكل تام وقاطع ، ولكن الفقهاء والمفسرين ، يربطون الأمر بتفسيرات على هوائهم ، ومن النصوص التي أوقف أحكامها ، أولا – ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ) / سورة التوبة ، ولقد جاء في موقع شبكة البتول الاتي ( .. وسهم المؤلفة قلوبهم قيل : كان النبي يعطيه لجماعة منهم الذين يراد تأليف قلوبهم ليسلموا كسادات العرب وزعمائهم ومنهم للذين أسلموا ونياتهم ضعيفة فتؤلف قلوبهم بإجزال العطاء . ومنهم من يترقب بإعطائهم إسلام نظرائهم من رجالات العرب . ولقد ثبت أن النبي أعطى هذا السهم لأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية .. وبعد موت الرسول ، جاءوا إلى عمر بن الخطاب ، وأعطوه الخط ، فأبى ومزقه . وقال : هذا شئ كان النبي يعطيكموه . تأليفا لكم على الإسلام . وأغنى عنكم . فإن ثبتم على الإسلام . وإلا فبيننا وبينكم السيف فرجعوا إلى أبي بكر فقالوا : الخليفة أنت أم عمر ؟ بذلت لنا الخط فمزقه عمر ، فقال : هو إن شاء . وأمضى ما فعله عمر .. (، هنا عمر فعل الأمر / خالف النص القرأني ! ، وهو ليس بخليفة وليس بحاكم ، ولكن نظر للأمر كسياسي وقائد ، من باب أن الأسلام قد قوي حكمه وأشتد عوده ، فرفض عمر دفع سهم المؤلفة قلوبهم ، وكان النبي يعطي سهم المؤلفة حتى وفاته ، ولكن عمر أبطل الحكم ، وهذا شرعا لا يجوز ألا بأية تنسخ الأية المذكورة في سورة التوبة أعلاه ، ولكن الرسول قضى والوحي غاب ! . ثانيا – في أخر عام من خلافة عمر بن الخطاب / من نهاية سنة 17هـ، إلى أول سنة 18هـ ، وقعت مجاعة دعيت ( بعام الرمادة ) ، فقد بين الطبري : ” من خبر عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : كانت الرمادة جوعاً شديداً أصاب الناس بالمدينة وما حولها ، حتى جعلت الوحوش تأوي إلى الإنس ، وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها ، وإنه لمقفر .. ” / نقل من الويكيبيديا ، على أثر ذلك أبطل عمر حكم نص الأية 38 من سورة المائدة ” وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” ، ففي موقع ملتقى أهل الحديث / يبين ابن القيم (( أن عمر أنه لم يقطع يد السارق في عام المجاعة وأن هذا هو مذهب أحمد والأوزاعي ( حاشية : أنظر اعلام الموقعين 3/22-23.وانظر إيضا المغني لابن قدامة 10/288-289 ) والأدلة ، استدل ابن القيم من الأثر والقياس كالآتي :
قول عمر ، لاتقطع اليد في عذق ولاعام ولاسنة ( حاشية : أنظر مصنف عبدالرزاق 10/ 242 ) ، قال السعدي
سألت أحمد عن هذا الحديث فقال العذق النخلة والسنة المجاعة فقلت لأحمد تقول به فقال أي لعمري قلت إن سرق في مجاعة لاتقطعه فقال لا إذا حملته الحاجة على ذلك والناس في مجاعة وشدة )) .. هنا لا حظنا أن الخليفة عمر بن الخطاب تصرف تصرفا عقليا بعيدا عن نص أية لو طبقت لكان العرب قطعت أيديهم وهم جوعى ! .
القراءة :
1- بخصوص النص ، فأن مستهل سورة الأسراء والمعراج ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ .. ) ، غير محددة وغير معنونة وغير موجهة الى الرسول بحد ذاته ، لأنها تقول الذي ” أسرى بعبده ” ، فمن هذا العبد ، ومن يكون ، وما أسمه ، وما منزلته ، حقا غير مسرد في الأية بشكل تام وجلي !! ، هذا أذا تعاملنا مع الأية كنص قائم بحد ذاته دون باقي النصوص والأحاديث والروايات اللاحقة للسورة والتي عنونت النص للرسول محمد بشخصه تحديدا .
2- الساحة الفكرية أما أن تكون فكرا مرتبطا بالعقل ، أو أن تكون ساحة للمتاهة والخرافات والغيبيات والتيه ، وهذا الأمر يتطلب نموذجان أو فئتان من العقلية الفكرية ، أولهما الفئة الخاضعة الذاعنة المسجونة ضمن نطاق النص ، النص بجموده غافلا الوضع العام للحالة المجتمعية ظرفا وزمانا ومكانا ، وهذه الفئة بنفس الوقت معطلة فكريا لأنها تابعة للأصل الجامد / النص ، ومستسلمة لقيود ومحددات رجال الدين ، أما الفئة الثانية ، فهي متنورة تعتمد العقل والمنطق في التفسير والتحليل ، متحررة غير مقيدة بمفهوم النص الجامد ، تبحث وتستقصي الحقائق بعيدا عن النص الماضوي مفهوما ودلالة ، مستخدمة أسلوب البحث العلمي ، وهي عامة تكون محاربة من قبل رجال الدين وطبقتهم ، ويبرز في هذا المجال / الفئة الثانية ، مثلا – الشيخ محمد عبدة 1849 – 1905 ، الذي خرج من جلباب الأزهر وجموده وتسلطه ، ” وكان له الكثير من الفتاوي النقدية والجريئة ، وكانت تضمر محاولة لإقصاء شيوخ الأزهر التقليديين ، ولم يكن هذا الأمر مخالفاً لرغبة السلطات المصرية آنذاك ، حتي إن الإصلاحيين في الأزهر أمثال مصطفى المراغي ومصطفي عبد الرازق كانا يخدمان إرادة السلطة في إصلاح شؤون الأزهر وتحطيم سطوة شيوخه على العامة ” ، / نقل بتصرف من موقع الملك فاروق – فاروق مصر /www.faroukmisr.net/mohamed_abdu.htm ، وكذلك المفكر الحر الشهيد الدكتور فرج فودة ( 1945 – 1992 ) ، فارس الكلمة المستنيرة ، ورائد من رواد الفكر الحر ، والذي أغتيل بتوجيهات المؤسسة الدينية ( .. وقد أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين ، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة و الدولة وليس عن المجتمع .. ) / نقل من الموسوعة الحرة . وفي هذا الصدد هناك جمع من المفكرين المتنورين ك ” الراحل الشيخ علي عبدالرازق والراحل د. طه حسين والراحل د.نصر حامد أبوزيد ، والراحل د. علي مبروك والدكتور سيد القمني وسيد أحمد القبانجي .. ” . أننا في الوقت الحاضر في ظرف حرج وأمام رهط من النصوص التي تحتاج لوقفة تفسيرية عقلية بعيدا عن الفكر الماضوي المأزوم ، وقفة .. من قبل النخبة المتنورة التي تنظر للنص بما يتفق والعقل السوي في محيط مجتمع يحتاج الى نهضة فكرية متحرره من فكر النصوص الماضوية ، نصوص تخدم فقط رجال الدين الذين يقتادون على مفاهيم تفسيرات القرون الاولى للبعثة المحمدية !! .
الخاتمة :
من الضروري القول أن السرمدية والبقاء والثبات هو ليس للنصوص الدينية الماضوية المأزومة ، لأنه ليس من ثابت دون تغيير ألا الله لأنه الأزلي ، وذلك لأن كل ثابت يتغير ، وكل قانون وقاعدة أن دامت في زمن وظرف معين ، فأنه من المؤكد ستتغير وتتبدل بتبدل الظرف والزمن ، وتغير وتطور المجتمع ، أضافة الى بروز المخترعات والتقدم العلمي ، كما أن الفكر الذي كان يحمله الفرد القبلي المتعصب الصحراوي البيئة في القرن الأول الهجري ، مختلف عن الفرد الأن ، الذي يحيا في بيئة كالشرق الأوسط مثلا .. أن حتمية تفسير وقراءة النصوص في القرن 21 ، من المهم أن يكون بعقلية وفكر ووعي عالم اليوم وليس بفكر ومجتمع البعثة المحمدية ، التي أصبحت حقبة زمنية سادت في وقتها فترة محددة ، أما الأن لا وجود لها فكرا ومجتمعا ونظاما لأنها من الماضي ، والماضي لن ولم يعود أبدا !! .