18 ديسمبر، 2024 10:21 م

الأسس القوية للترابط الاجتماعي والوحدة الوطنية

الأسس القوية للترابط الاجتماعي والوحدة الوطنية

أكدت جميع الاعراف والقوانين الوضعية والإرشادات السماوية على أهمية التوافق والانسجام المجتمعي والتلاحم الوطني لبناء وتكوين مجتمع سليم يُستقبل مواكب الحياة والنور بكل ثقة ووعي لتعزيز شمولية الحياة وأصالتها وعمق منهجها واتساع موضوعها وذوبان الفرد بالمجتمع وانطلاقه بكل اخلاص وايمان لخدمة أمته والاستعداد للتضحية بنفسه وأمواله في سبيل استقلال وطنه والذود عنه وشعوره المطلق انه جزء من مجتمعه يسعى لإسعاده ويجنبه المكاره كما يعمل لإسعاد نفسه على مبدأأحبب لغيرك كما تحب لنفسك وبذلك تتعزز الوحدة الوطنية وتجاوز الخلافات والنعرات الطائفية وتنتهي المشاعر المناطقية والغاء الفوارق وتحطيم الامتيازات ويتمتع الجميع بالحرية والكرامة ووحدة المصالح واتفاق الكلمة والشعور بالتفاهم والإيثار والتعاون وخلق نموذجا فريدا من التكافل الاجتماعي وسد الطريق امام أعداء الوطن وخصومه من أفاعي الجشع والاستعمار وحمايته من التدخلات الأجنبية والإقليمية والحفاظ على مكتسبات الوطن وثرواته وإعماره والارتقاء به الى مصافي الدول المتحضرة وان يتبنى الجميع تلك المشاعر والاحساس بها كعلاقات صادقة نافذة من اعماق القلوب ومن دواخل  النفوس لا مجرد علاقات عاطفية ظاهرة وقد تبنت الديانات السماوية جميعها المناهج القويمة المؤدية الى حتمية الترابط الاجتماعي وشيوع المحبة والإخاء بين أبناء الأمة الواحدة والتأكيد على التراحم والتعاطف وضرورتها لتوحيد المجتمعات واتفاقها وقد أكدت احاديث آلِ البيت على  التواصل والتراحم والتعاطف لما فيها من مقومات الوحدة امام الأعداء والخصوم والقضاء على الفقر والحرمان ووقاية المجتمعات من البؤس والحاجة كما أكدت الديانات السماوية على أهمية التزاور لكونه قاعدة أساسية للتعاون والتآلف والاتصال مع بعضهم البعض وقد قال الامام علي (ع) ( لقاء الأخوان مغنم جسيم ، وان قلوا ) وقال الامام الصادق (ع) ( تزاوروا فان في زيارتكم أحياءا لقلوبكم ) وكذلك من أسس الترابط الاجتماعي السعي في حوائج الناس لأنها من العوامل المهمة في ربط الهيئة الاجتماعية واتصال بعضها ببعض فقد قال الرسول ( ص)  ( من مشى في قضاء حاجة أخيه ساعة من ليل او نهار قضاها او لم يقضها كان خيرا من اعتكاف شهر ) وان من اهم عوامل الوحدة الاجتماعية الأغاثة والمواساة فهي سبب وثيق في جمع كلمتهم واتحاد أمرهم فقد قال الرسول (ص) ( من نفس عن مسلم كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة ،والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) ولأئمة أهل البيت (ع)  احاديث كثيرة تحث على الاحسان والمواساة وتضامن الجميع بعضهم مع بعض ومنع اي ثغرة فيما بينهم يلج منها خصومهم فقد قال الامام علي (ع) ان الرسول (ص) قال للإنسان على أخيه ثلاثون حق يغفر زلته ويرحم عبرته ويستر عورته ويقبل معذرته ويرد غيبته ويديم نصيحته ويحفظ خلته ويرعى ذمته ويعود مرضه ويشهد ميته ويجيب دعوته ويقبل هديته ويكافئ صلته ويشكر نعمته ويحسن نصرته ويحفظ حليلته ويقضي حاجته ويستنجح مسألته ويرشد ضالته ويرد سلامه ويطيب كلامه ويبر إنعامه ويصدق أقسامه ويوالي وليه ولا يعاديه وينصره ظالما او مظلوما ولا يسلمه ولا يخذله ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه  فعلينا كأبناء أمة واحدة او عناصر لمجتمع واحد ان نلتزم بتلك الأسس والتعاليم التي تمدنا بجميع مقومات النهوض والارتقاء وتوجب حمايتنا من الاختلاف والتفكك فهي من اهم مقومات الوحدة الوطنية والاجتماعية فهي الحدود والحواجز الواقية امام القوى المعادية والطامعة بوطننا ووحدة شعبنا وتحصننا بسد الثغرات ومنع ولوج الأعداء والمتربصين بِنَا وتوحد كلمتنا وتضمن لنا حقوقنا .