18 ديسمبر، 2024 7:46 م

الأسرى الفلسطينيون في سجون العدوّ

الأسرى الفلسطينيون في سجون العدوّ

هنالك اكثر من نقطة جديرة وتستحق الإنطلاق والبدء في خوض غمارها , بل هنالك بضعة نقاطٍ محددة ” في هذا الشأن ” وكأنّهنّ يتنافسن لإفتتاح هذا العرض الإعلامي , إنّما او كأنّما بما يشبه او يتشابه اجراءَ قرعةٍ افتراضيةٍ , لذا فترشّح القول عن : –

< لاتوجد دولة عبر التأريخ وضمن الجغرافيا ” في كلّ القارّات ” تصدر احكاماً على معتقلين تصل الى 200 – و 350 عام للعديد من الفلسطينيين , ويمضون العُمر في الزنانين الإسرائيلية > وبصمتٍ مُدوٍّ من محكمة العدل الدولية ومن منظمة حقوق الإنسان التابعة للإمم المتحدة , ولا نتطرّق ابداً الى الجامعة العربية .!

قد لا تصحّ التسمية والتوصيف بدقّة للرهائن او المحتجزين الفلسطينيين في معتقلات اسرائيل بأنهم أسرى او أسرى حرب , فبجانب عدم وجود حرب نظامية بين الجيش الإسرائيلي وجيشٌ آخرٌ مفترض لجيشٍ فلسطيني ! , فالعديد من اولئك المعتقلين ينتمون الى تنظيماتِ منظماتٍ سياسية فلسطينية , ولا يوجد ما يسوّغ للحكم عليهم بأبعد بعيداً من الأحكام المؤبّدة والتي تصل الى قرنين او اكثر من ثلاثة قرون من الزمن .! , أمّا الفدائيين الفلسطينيين الذين قاموا بعمليات تعرّض لأهدافٍ عسكريةٍ اسرائيلية منذ حرب عام 1967 والى وقتٍ قريب ( وهذا ما يشرّعه ويشرعنه القانون الدولي للدفاع عن بلدهم ) واذ لا نزعم ولا ندّعي ان لا تلقي القوات الإسرائيلية على أيٍّ منهم قد يقع في كمين او نحو ذلك .! , فلم تصدر في المانيا – هتلر هكذا احكام ضد أسرى قوات التحالف ولم يفكّروا بمثل ذلك مهما كان الإيغال في الإجرام والحرام .!

بعبورٍ واجتيازٍ لتمهيد هذه الأرضيّة ” اعلاه ” الممهّدة اصلاً , وببلوغ بيت القصيد , فإحدى الأسباب السوبر – ستراتيجية , لتعثّر وعرقلة عقد صفقة جديدة لإفراج حركة حماس لعددٍ محدد من المحتجزين الإسرائيليين لديها مقابل العدد الذي تطلبه حماس لإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في معتقلات العدوّ , هو تعنّت ورفض نتنياهو وقيادته العسكرية للإفراج عن عدد ما تطلبه حماس من أسراها .! لماذا وعلامَ ذلك وَسْطَ حملة التظاهرات الإحتجاجية التي تقوم بها عوائل الأسرى الأسرائيليين لدى حماس , مطالبةً نتنياهو بالموافقة على هذه الصفقة .!

إنَّ أيّ سائلٍ يسأل او أيّ قائلٍ يقول : ماذا تستفيد تل ابيب من الإصرار والإبقاء على احتجاز المحتجزين الفلسطينيين الى أمدٍ غير محددٍ بالفترات والحقبات الزمنية .!؟ , ثُمّ وفي ثيمةٍ اخرى , فماذا سيحدث وماذا سيتغيّر في كلتا الخارطتين السياسية والعسكرية – الإسرائيلية لو تمّ ولو جرى اطلاق سراح كافة المعتقلين الإسرائيليين لدى حماس مقابل الإفراج عن كلّ المحتجزين الفلسطنيين في المعتقلات الإسرائيلية في صفقةٍ واحدة ومتكاملة .!؟ , كيف يمكن تفسير وتشريح هذا التعنّت والرفض الإسرائيلي ” للإبقاء على من تحتجزهم حماس من الصهاينة ” الى امدٍ غير محددٍ ! مقابل احتفاظهم او ادامة ملء سجونهم بمواطنين فلسطينين وبأيٍ من الإتهامات ” ويشمل ذلك صبايا واحداث ونساء ” .!

من خلال ذلك وسواه فلا يمكن ابداً تفسير وتفكيك هذه الذهنية الإسرائيلية إلاّ بربطها بالأبعاد السيكولوجية قبل السوسيولوجية او معهما بما تحمله من بذور وجذورالشرّ المتأصّلة فيهم من الناحية الإنثربولوجية اللائي تمتدُ جذورها الى بعض اعماق ومنحنيات التأريخ .! فقيادة نتنياهو ترفض اعادة أسراهم لدى حماس مقابل مسخرة هذه السيكولوجيا الدفينة .!