الأسرة : هي المكان الأول الذي يعيش فيه الطفل ,ومن خلاله يرى العالم الكبير ,فإذا كانت حياته في الأسرة سعيدة فانه حتما يكون سعيدا,إما إذا كان العكس فانه سوف يتوقع منها سوء المعاملة التي كان يتلقاها من والديه ,حتى وان كان قد نسى كل طفولته .. لان خبرات الطفولة مهما بدت منسية إلا أنها رصيد دائم ثابت يلازم الطفل ويؤثر فيه طوال حياته .. أضرب لكم مثلا عن العلاقة المثيرة للقلق بين الطفل ووالديه اللذان يتشاجران إمامه ,انه في هذه الحالة يرى أحب الناس إليه الذين يعتمد عليهم ويستمد منهم العطف في مواقف عنف وصدام وعدواني ,ويصبح الموقف في نظره إن إلام تتمنى التخلص من الأب أو العكس,وهو لا يفرق بين تمني الأب أو تمني إلام , ثم يكبر الطفل وقد ينسى معارك والديه ولكن شعوره بالقلق على فقدان شيء يظل يلازمه وقد يتخذ صوراً أخرى , فيكون قلقا من الوحدة أو من الزواج أو من العمل, والكثير من الناس يعتقد إن القلق يبدأ عند خروج الإنسان إلى الحياة العام , إي عندما تتزوج الفتاة وتخرج من رعاية والديها إلى خضم الحياة العامة ,أو عندما ينتهي الابن من دراسته ويواجه ميدان العمل ,ولكن الحقيقة إن القلق يبدأ منذ السنين الأولى من حياة الطفل وينمو ويكبر معه, لذا فان التعامل مع الأطفال يجب إن يكون مدروسا وناضجا ,لان شخصية الطفل إذا مرت بخبرات قلق كثيرة ,فانه سوف يكون عرضةً للإمراض النفسية وبالتالي للعلاج النفسي, ومن غرائب بعض الناس انه يبحث عن الجواد الأصيل لمهرة عنده لكي يطمئن إن السلالة ستكون كما يريد ويشتهي ,
فإذا وصل الأمر إلى ابنته باعها بسعر بخس لكل عابر سبيل وجاهل مرور, وهي ظاهرة من اغرب الظواهر وأعجبها وأدهشها , والدراسات النفسية الحديثة أثبتت أن الأطفال من أكثر الناس قدرة على الكذب ,ولكن الطفل قبل سن الخامسة من العمر لا يعرف الكذب , وإن قصصه وأحاديثه مبنية على أساس من الخيال المطلق وفي السن بين الخمس والعشر سنوات يتحول الخيال إلى كذب مقصود ,وإذا لم يعالج هذا الكذب في هذه المرحلة من العمر ,فانه يظل يلازم الشخص طوال حياته,وتصبح نتائجه خطيرة. ومن الظاهرات المألوفة بين طلاب المدارس والجامعات أنهم يشكون قبيل الامتحانات من خفقان في القلب ومن أحاسيس غريبة في المعدة وغير ذالك ,فإذا انتهى موسم الامتحانات ظهرت النتيجة – خصوصا إذا كانت حسنه – زال الخفقان وغيره من الأحاسيس , كما إن استخدام وسائل تربويه فعاله وحديثه وناجعة يجعلنا قادرين على إن نعلم الأطفال منذ وقت مبكر كثيرا من الحقائق العلمية التي كنا نحسب أنها لا تصلح إلا لسن مبكر, لقد أثبتت تجارب عديدة إن في وسعنا إن نعلم الأطفال بين الثانية والخامسة من العمر القراءة والكتابة وبعض أساسيات الحاسوب بيسر وإغراء دون إي معانات وبفضل هذه الطرائق يتم اليوم الربط الوثيق بين مناهج التعليم في مرحلة رياض الأطفال وفي المرحلة الابتدائية وبين مستلزمات عصر العلم والتكنولوجيا,ومع ذلك لا يجوز إن يختصر الأمر على المعلمين فقط , بل لا بد إن يتلقى الآباء أنفسهم حظا من الأعداد يجعلهم يدركون بعض المبادئ الأولية للتربية والتعليم.