23 ديسمبر، 2024 9:23 ص

الأسرار في معركة غزّة .!!

الأسرار في معركة غزّة .!!

كيف ومتى الكشف والنشر ؟
لاشكَّ انّ كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني > حماس , الجهاد الأسلامي , سرايا القدس , وجهات مجهولة اخرى > , يمتلكان ويحتفظان بالكثير من المعلومات الخفية والأسرار الخطيرة في وعن مجريات المعركة , ودونما ريب فمن غير المتوقع ولا المفترض ان يكشف الطرف الفلسطيني عن ايّ جزيئٍ من هذه المعلومات الخاصة بأدارة المعركة , سيّما في جوانبها التقنية – الصاروخية والإدامة اللوجستية لها , وليس بمستبعدٍ ان تكشف ” الموساد او الشاباك ” عن بعض هذه الأسرار نقلاً عن عملاءٍ فلسطينيين ربما لم يجر الكشف عنهم بعد , حيث القى جهاز الأستخبارات الفلسطيني القبض على اربعين عميلاً فلسطينياً ” اثناء المعركة وكانوا على اتصال بالمخابرات الأسرائيلية ” وذلك عبر كمينٍ خاص في عالم الرقمنة .!

وإذ الحديث سابقٌ لأوانه عن كشف الأسرار والأوزار , وخصوصاُ من قبل نتنياهو الذي يمرّ في مرحلةٍ معلّقة بينَ اعادة انتخابه لرئاسة الوزارة , او تنحيته وثم تحميله مسؤولية اندلاع المعركة والتسبب فيها وما ترتّب عليها من نتائج على المجتمع الأسرائيلي .

الجنرال ” بيني غانتس ” وزير الدفاع الإسرائيلي هو المرشّح المفترض الأول لكشف بعض اسرار المعركة وجوانبها , وما يبعث للإعتقاد في ذلك أنّ السيد الوزير هذا هو المنافس الأول لنتنياهو في الأنتخابات المقبلة , وقد لفتَ انظار الإعلام بتصريحه بعد يومٍ واحدٍ من وقف اطلاق النار بقوله : < يجب دعم سكّان غزّة في المجالات الصحية والغذائية وفي حقل التعليم , وانّ هذه المعركة ينبغي ان تكون فاتحةً للسلام > .! وسواء يصدق ” الجنرال غانتس ” بكلامه هذا او لايصدق , فأنّه أمرٌ فوق العادة ان يصدر مثل هذا الكلام من وزير دفاعٍ كان يشرف على مجريات المعركة .!

الى ذلك , ففي اعقاب حرب تشرين \ اكتوبر عام 1973 , اصدرت ” غولدا مائير ” رئيسة الوزراء آنذاك – وهي اقوى رئيس وزراء في التأريخ الأسرائيلي الحديث – أمراً بتشكيل لجنة تحقيق رفيعة المستوى , للتدقيق في معرفة اسباب اندلاع الحرب وعوامل الأخفاق الإخفاق الأستخباراتي – العسكري الأسرائيلي , وكيفية الأداء العسكري في المعركة واسباب نقاط الضعف التي لم يجر تلافيها قبل واثناء الحرب , وكان ذلك بعد شهرٍ ونيف من حرب سنة 1973 , وجرى تسمية اللجنة التحقيقية تلك ” بلجنة اغرانات ” التي شارك في عضويتها قضاة تحقيق وجنرالات ورؤساء اركان سابقين , ولعلّه ممّا يُحسب لغولدا مائير او لعموم اسرائيل , ان جرى نشر كتابٍ حول نتائج تحقيقات ” اغرانات ” وسرعان ما جرى ترجمة الكتاب الى العربية في وقتٍ قياسي .

بعد شهورٍ قلائلٍ من انتهاء الحرب , اتذكّر اقتنائي لهذا الكتاب من احدى العواصم العربية التي لا اتذكرها حالياُ , واغلب الظّن أنّ ذلك الكتاب لا يزال محشوراً في احدى زوايا مكتبتي المكتظة والمعتّقة والمتكدّسة .

بقدر تعلّق الأمر بمعركة غزة , فكشف الأسرار وفتح الأزرار قد يتأخر كثيراً , لكنّ بعضها القليل قد يتكشّف بأسرع مما متوقع .