ليس غريباً على أحد أن هنالك فرق شاسع بين الفيل العملاق والعصفورالصغير ,الفيل لأنه كبير يجد في نفسه القوة التي قادته للتغطرس على الضعفاء ومنهم العصفور الضعيف المستضعف,تبدأ القصة عندما ترك الفيل كل الاشجار الموجودة في الغابة ,وجاء للشجرة التي فيها بيت العصفور الصغير وهي ملجئه ومكان عائلته المتواضعة ,يريد أزاحتها من طريقه بدون أي سبب يذكر ,هذه الشجرة القديمة تعود لزمن بعيد لأهل العصفور والكل يعرف بذلك حتى الأسد ملك الغابة لم يقدم على أذيته وأفتراسه ,العصفور الجميع يحبه فهو مسالماً متواضعاً محب للخير وينشد للمحبة والتعايش السلمي ,يزغزغ للسلام والوئام في الصباح ,صحيح هي غابة والغلبة فيها للقوي الذي يمتلك زمام المبادرة والنفوذ وصاحب القرار والسلطة ,لكن هناك ضوابط وحدود وخطوط حمراء تمنع الفوضى ,الفيل لم يأبه لكل هذه المقدمات ,فغروره يدفعه لأن يعيث في الارض فساد ويلحق ضرراً كبيراً ,والعصفور ليس لديه أية حيلة ومغلوب على أمره والحق معه رغم أن كل الاثباتات والدلائل تشيرلأساءة الفيل عليه ,وهو لايستطيع أن يمنعه فالأختلاف واضح وكبير بينهما كما الفرق بين السماء والأرض ,كان لابد من حل وسط يرضي الطرفين وينهي حالة الأزمة بينهما وخصوصاً أن الأسد وقف الى جانب العصفورلنصرته وقال للفيل بصريح العبارة :أن أي تجاوز عليه هو بمثابة الاعتداء علي ,تدخلت أطراف معنية مؤثرة في القرار السياسي للغابة من أهل الحل والعقد العارفين الحكماء بعواقب الصراع أن نشب بعد أن أمتد ليشمل معسكرين وتحول الأمر لقضية رأي عام ,كل وساطة أرسلت رسولها حتى يهيء لأجتماع يضم جميع الاوساط المتنازعة والجلوس على للطاولة المستديرة لوضع حد لأنهاء هذه الأزمة التي أذا تفجرت لن تبقي أحد الا وطالته نار الفتنة ,وفعلاً اتفق الجميع على وضع قرارات مهمة تنهي الأزمة بين الاطراف شرط ان تحفظ مكانة العصفور هيبة الفيل ,وحدد اليوم الذي يجلس فيه الرؤساء على أن يكون الفيل والعصفور موجودين على رأس الجلسة ,فكان القرارالتاريخي هو أن يمر الفيل بجانب شجرة العصفور بعد موافقته للذهاب للمنطقة التي يريدها أذا كانت وجهته ومسيرته اقتضت المرور من
الشجرة ,وعلى العصفور ان لايستفز الفيل وتكون له نتائج سلبية ووخيمة عليه ,فأغمد المتنازعون سيوفهم ورجعوا لديارهم سالمين ,واللبيب يفهم بالأشارة والتلميح أفضل من التصريح.