19 ديسمبر، 2024 12:23 ص

ثلاثة أحداث في غاية الشأهمية وقعت هذا الأسبوع،على النخب السياسية و الثقافية قراءتها بدقة وترجمتها للرأي العام العربي و العراقي،لدفع خطر كبير يسعى من خلاله الكيان الصهيوني إشعال حرب في منطقة الشرق الأوسط لضمان امن الكيان الإسرائيلي وأشغال المنطقة بحروب “التكلفة الصفرية”!.

الحدث الأول الحضور المجلجل والمهيب لجماهير تيار الحكيم في ذكرى الشهيد العراقي.

الحدث الثاني تكريم الوداع بوسام “ذو الفقار” “للجنرال قاسم سليماني”،من قبل مرشد الجمهورية الإسلامية السيد “علي خامنائي”،وهو ارفع وسام في الجمهورية، قبل ساعات من زيارة الرئيس “روحاني” إلى العراق.الحدث الثالث والأخير.

الحضور المبارك بدماء الشهداء، كان عينة عاكسة لمزاج الشارع العراقي،النازعة نحو الهدوء والاستقرار والاستقلال وعدم التمحور،وان لا مصلحة فوق مصلحة الشعب العراقي،وهي حصاد لسياسة الاعتدال والتوازن، التي طالما تحدث عنها الحكيم في (ملتقاه النووي) وبمناسبات مختلفة على مدى السنين الماضية ،حتى غمزها بعض مراهقي السياسة وممتطيها.

تكريم الجنرال “قاسم سليماني” بوسام “ذو الفقار” أعلى وسام تمنحه الجمهورية الإسلامية من قبل مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل ساعات من زيارة الرئيس “روحاني للعراق”،عّبر توقيتها عن خبرة وحرفنة للسياسة الخارجية الإيرانية،ليست بالجديدة،وهي رسالة واضحة بتغيير قواعد العلاقة بين الجانبين،فضلاً عن نهاية التهديد الأمني وزوال خطره على العراق.

زيارة روحاني التي تحمل بين دفتها الكثير من القراءات،وغلب على حواراتها الملفات الاقتصادية على المحاور السياسية،تكشف عن وجود واقع جديد،أقطابه حليفان يبحثان عن مصالحهما المشتركة،ترتكز على علاقة تاريخية لمئات السنين،وتربطهما حدود مشتركة لآلاف الكيلومترات.

برغم حوار الاقتصاد الطاغي بلقاءات روحاني،بيد انه ذهب بعيداً باستثمار الفرصة لتحقيق المصلحة الإيرانية،عندما صرح بإمكانية اللقاء بالجانب السعودي والحديث عن المصالح المشتركة بين البلدين من ارض العراق ،وهي أشارة خضراء إلى توفر اللاعب المهم الذي يمتلك معطيات مد الجسور بين الطرفين،ما يدعو الحكومة العراقية إلى التحرك بسرعة لتحقيق اللقاء بين أهم قطبين في المنطقة،لقطع الطريق على المخططات التي تريد إحراق المنطقة، سيما مع سعي المملكة العربية السعودية،لامتلاك أسلحة نووية.

فيما كان لقاء روحاني بسيد العراق “الأمام السيستاني”، خارطة طريق واضحة،لشكل العلاقات الآمنة بين دول المنطقة،وجواباً واضحاً على جميع التخرصات التي يحاول الكثيرين داخلياً وخارجياً تقزيم دور الشعب العراقي في دفع خطر مخطط داعش عن المنطقة برمتها عندما وصفها السيد بـ “الحرب المصيرية”،لذا فدول المنطقة مدانة للعراق وليس العكس.

وعبر سماحته عن “دور” و”ليس الدور” للأصدقاء في مساعدة العراق.

ودعا جميع دول المنطقة لسياسة الاعتدال،وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان،لدفع شبح الحرب عن المنطقة.

أسبوع مدوي شهده العراق،يؤسس لمرحلة جديدة،تكون المصلحة العراقية حاضرة بمقدمتها،مع توفر معطيات تحقيق ذلك الهدف بوجود رئاسات مختمرة سياسياً،وتتمتع بحكمة وهدوء تتطلبها المرحلة،تتمثل برئاسة الجمهورية والوزراء،مدعومة ببرلمان شاب طموح متفاعل مع قضايا الجمهور،مولود من رحم معانات العراقيين.

رئاسات ينتظر منها الشعب العراقي الكثير،بعدما عانى الأمرين.