18 ديسمبر، 2024 6:18 م

الأسبرين في علاج السرطان العراقي !!

الأسبرين في علاج السرطان العراقي !!

نعيش في عصر الخدعة التي تشبه دجالاً يصف دواءً للسرطان بحبة اسبرين أو عشبة لاتعالج حتى الصداع ، هذا هو حالنا أمام الجحافل التي ترقص وتهلل وتهلهل لمنجزات في عوالم السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع السرطانية التي يعاني منها المجتمع العراقي في تفاصيل تكوينه ومكوناته واحتياجاته الحقيقية ..!
يطربون أنفسهم باناشيدهم على افتتاح مشروع تم افتتاحه اكثر من مرّة ولم يبق منه الا أثر بعد عين فيزيدون في الغارق غطّة بالاوهام والخدع التي تنطوي ولا تنطوي علينا وفينا ، فيحتار المواطن البسيط ان كان مايراه حقيقة من حقائق العلاجات الناجعة أم مواصلة وتمدداً لخديعة الإعمار والبناء والتنمية البشرية الغائبة عن العقول !
لنسأل :
هل حل مشكلة الاختناقات المرورية بالمجسرات أم باعادة النظر بتخطيط بغداد واصدار القرارات والقوانين التي تدعم التخطيط بنظرة ستراتيجية لعشر سنوات مقبلات على اقل تقدير ؟
هل ايجاد الحلول للمآزق الصحية بافتتاح مستشفيات دعائية لايتوفر فيها حتى حبات الاسبرين ، أم برؤية علمية ستراتيجية لمعالجة مشكلات وازمات الواقع الصحي ؟
اسئلة يتوجب طرحها على كل مايجري في قطّاعات البلاد التربوية والاجتماعية والثقافية والإعمارية التي يزّقونها بحبات الاسبرين العاجزة عن معالجة ابسط مشكلات هذه القطاعات البنيوية !!
مليون مرّة سمعت من والدي، لروحه السلام ، وهو يصف حلولا ترقيعية لمشكلات بسيطة بمثله المتكرر ” الشكَ جبير والركَعه زغيره ” في توصيف دقيق لعبثية الحلول الترقيعية لمشكلات أكبر ، ووالدي لادكتور ولا منظّر ستراتيجي ، انه رجل أمي لايقرأ ولايكتب ، لكنّه بخبرته في الحياة يعرف ان الرقعة يجب ان تأتي على مقدار ” الشكَ ” وليس أقل من ذلك !!
مايجري على الشاشة أمامنا ليس إلا شكلاً مبتذلاً ومكشوفاً من أشكال الخدع السينمائية التي يصدقها بعضٌ من الجمهور ويسخر منها البعض الآخر ضاحكا على البطل الذي لاتصيبه مثات الرصاصات فيما يَقتلُ هوالعشرات برصاصة واحدة !!
خُدع هوليودية يراد تمريرها على الشعب الذي بات يصدق كل شيء حتى الأكاذيب التي برع ويبرع فيها ساستنا الكرام ، والسبب بكل بساطة ، لأنه أصبح شعباً يبحث عن قشة تنقذه من الغرق !!
خدعة الديمقراطية واحدة من أكبر الخدع التي صدّعوا رؤوسنا بها ، دون أن يكتشف الكثيرون إننا لسنا بحاجة الى كل ” دوخة الرأس ” هذه فالأمور تدار بالتراضي فيما يدحسون في أفواهنا أقراص الأسبرين لنقتنع إن تفاهم الكبار أكبر من أي ديمقراطية فيخسر الرابح ويربح الخاسر !
كل التفاصيل يخدعوننا بها ، وحين يتململ الشعب يواجه بالعنف الثوري للحفاظ على ” قدسية ” العملية السياسية وشخوصها الكرام فلا قدسية لدماء الجهلة والخونة وهي تراق على ارصفة الشوارع !
الإعمار والديمقراطية يراق دمهما على مذبح الفساد والخديعة فلا تعجب عزيزي المواطن حين ترى قاتلاً يطلق سراحه ويمشي في الارض مرحا ، ولا ان ترى فاسداً معززاً مكرماً بالقُبل والابتسامات والمزيد من الإمتيازات !!
وليس عليك الا أن تصدق كلّ ماتراه أمامك وتردد مع هذه الجوقة ” “اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ” لتنجو بجلدك قبل ان تصل الى الخطوط الحمر في هذي البلاد الشاسعة !!