الشعب العراقي يُعبّر عن جوهره وإرادته الحضارية الإنسانية , والحكومة المستنقعة بالفساد المسوَّغ بالفتاوى الشرعية , بفصائلها المشرعنة تستخدم أبشع وسائل القمع ضد المتظاهرين الشباب المطالبين بحقوقهم الإنسانية , والعالم يتفرج ووسائل الإعلام العالمية التي تدّعي مناصرة الحقيقة في صمت الأموات.
فلو سقط شخص بتظاهرة في الصين للعلعت وسائل الإعلام ليل نهار وما هدأت , أما قتل العشرات من الشباب العراقيين المحرومين من أبسط الحاجات الأساسية للحياة في هذا العصر , فالأمر لا يعنيها أو أنها تتصرف وفقا للمعادلات الإقليمية التي تخدم المصالح العلنية والخفية.
لماذا وسائل الإعلام صامتة وتتجاهل الواقع العراقي الدامي؟
وفقا للمعادلة الإقليمية التي خلاصة نتائجها الحفاظ على المصالح , ودفع الجماهير بعيدا عن موضوع النفط الذي عليه أن يؤخذ بحرية وجشع غير مسبوقين في التأريخ , فالشعب سيبقى مرهونا بالحرمان من الكهرباء والماء والرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى.
والحكومة عبارة عن عامل مساعد لتعجيل تفاعلات المعادلة , ولا يمكنها أن تكون غير ذلك , ولهذا فأن القوى المشاركة في المعادلة ستتفاعل للقضاء على التظاهرات , وبما أن سلوك القمع يخدم المصالح ويمنع معوقات تفاعلات المعادلة , فأنه جاري وسط صمت إعلامي مقيت.
إن الذي يُراد له أن يتحقق هو سحق المتظاهرين والخضوع لحكومة المستنقع , ويجب على الناس أن يتبعوا ويقبعوا ومَن منهم يريد سيُلاقي سوء المصير , وفقا لتعليمات وفتاوى وتبريرات تضليلية خداعية تهدف إلى تمويت الشعب وسرقة النفظ , فجميع أطراف المعادلة الإقليمية سُراق مهرة وبلا إستثناء.
وحكومة المستنقع من ضرورات المعادلة الإقليمية , فالدنيا نهر يجري بعنفوان , وهذه المعادلة تريد لأجيال التواصل الإجتماعي أن تتعفن في مواضعها وتموت بغيضها وحسراتها , وهذا يتنافى مع الطبيعة البشرية وبديهيات السلوك , ومقتضيات إرادة الدوران والتغيير.
فالجماهير تجري في نهر الحياة والمعادلة الإقليمية تريد لها أن تتأسن , ومعنى هذا أن التظاهرات لا يمكنها أن تهدأ , أو أن أعداد الضحايا ستتزايد والعالم في صمت القبور.
فالدول الديمقراطية الغربية لا تتفاعل مع الأحداث الجارية , ولا تصرّح حكوماتها بما هو لصالح الشعب العراقي , وترى أن الحالة داخلية , ولدولة إقليمية الحق في قمع كل شيئ لا يتوافق مع مصالحها , ولهذا فأن تلك الدولة التي تمثلها حكومات المستنقع , ستكون لها اليد العليا , وستفتك بالمتظاهرين , ولن تقول الدول الديمقرطية العالمية شيئا.
قد يقول قائل أن القراءة ذات مغالطات وإنحرافات , لكن الأيام ستدحضها أو تثبتها , لأن المعادلة صعبة ومعطياتها تشير إليها أكثر من العناصر الفاعلة فيها.
فهل هذه ديمقراطية أم أنها حالة مأساوية على مقاسات المصالح والأهداف الإقليمية والعالمية؟!!
ووفقا لمعطيات المعادلة هل إنّ إرادة الشعوب ستنتصر؟!!