22 ديسمبر، 2024 10:36 م

أزمة اليوم لم ولن تكن جديدة لا في أبعادها ولا أسبابها ولا حتى شخوصها ونتائجها وخطواتها التي لم تشق لها طريقا جديدا إنما سارت على نفس طريق الصراع الممتد من عام ٢٠٠٣ حتى اللحظة وهو جادة كبرى للصراع والفتنة وله مسارات متعددة .. مسار حمل اسم صراع السنة والشيعة واخر اسم الصراع العرب والاكراد وثالث صراع شيعي شيعي وتتعد المسارات لكن كان أكثرها دموية مسار الصراع السني الشيعي والذي تكلل بحرب طائفية عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ وتمخض عنها حروب أخرى لكن بمسميات مختلفة حيث كانت حرب الحكومة والقاعدة وحرب داعش والحكومة هي حروب طائفية بامتياز لكنها بالنيابة وبنيت هذه الحروب على تناسب عكسي ما ان تضعف الحكومة حتى يقوى داعش وبالعكس وكان الزمن سخيا في تحقيق البرامج والمخططات الخارجية والداخلية مضافا لها حماس المتحزبين إلى طوائفهم وقد جنى من يقفون خلف تلك المخططات ومن عملوا على إنجازها كل الفوائد التي خطط لاستحصالها منها بعد أن حصل الاجراء المنفذون لها على السلطة والمال والنفوذ وضمان البقاء على تل المغانم لأطول فترة ممكنة بحماية المخططين لما وقع من أحداث أدت الى ان يتحول البلد إلى اطلال ويحول أهله إلى مجاميع لأتجمعها رابطة وطنية ولا يحكمها دستور ولا تقودها حكومة اللهم إلا قانون من تسير خلفه وهو قطعا لا يتجاوز ( أناه ) الشخصية واليوم والبلد يضع أولى خطواته على مسار الصراع الشيعي الشيعي المعلن تتعالى نفس الأصوات مع ان طرفي الصراع الحالي كانوا طرفا واحدا في مسار الصراع الشيعي السني لكن بتواصيف مضحكة مبكية وغطاء أخلاقي وأحيانا وطني ولو سألنا المنادين من المنظرين للطرفين المتصارعين كل طرف على حدة وقلنا .. الم يكن الطرفان شركاء لقرابة عقدين في الحكم والحرب والمال والسلطة والمكاسب والمناصب كيف تمكنت من وصم طرف بالفاسد واسبغت على من صادف هواك النزاهة ؟ ربما لا يجد للجواب غير تبريرات غير مقنعة .
. ان صراع اليوم هو حلقة في مسلسل كبير ولا يمكن للوطن تجاوزها حتى لو استطاع المحركون لها إيقافها إلى حين فإنها واقعة لا محالة وتأخذ حصتها مثل مثيلاتها السابقات وتثمر عن نتائج رسمت بدقة في البرنامج المرعب لكن لو رغبنا بتخفيف آثارها ربما نستطيع من خلال ترك شركاء الامس غرماء اليوم يتصارعان فيما بينهما من دون تحزب منا نحن السواد الاعظم لطرف على حساب الآخر ونكتفي بدور المتفرج ومن غير دعم مادي او معنوي وكل أشكال الدعم الأخرى ولو استطعنا القيام بهذا ووجدا الميدان فرغ الا منهما لربما اختارا لغة الحوار على نبرة الحرب المتصاعدة بينهما اعتمادا انقسامنا بينهم ووقوف كل قسم منا مع طرف منهم .