مع الأشارة لتفجيرات كنائس طنطا والأسكندرية بمصر يوم 9.04.2017
أستهلال :
هذا ليس مقالا ، كما أنه ليس بحثا ، وليس مواساة للذين سقطوا شهداءا للمسيح أو للذين جرحوا من أجله ، أنه ” أشارة خاصة ” لوضع كل فعل أو عمل أو حدث أو واقعة في نصابها الحقيقي .
النص :
في القرن 21 / من أجل تحديد الزمن والفترة لهذا الموضوع ، حدثت الكثير من الوقائع التي لم توضع في نصابها ، بل حتى الكثير من الدول والميديا التابعة والمسخرة لها ، جعلت من الحدث رمادي الفاعل أو أنها لم تنسبه الى فاعله الحقيقي ، فمنذ واقعة كنيسة سيدة النجاة – بغداد ، العراق 30.10.2010 ، والى تفجيرات كنائس مصر اليوم ، المشار أليها في أعلاه ، ومن المؤكد أنها ليست الأخيرة .. أن أكثر الجهات ، لم تسمي معظم الأحداث بأسمها الحقيقي ، ولم تشير للذي يحدث بالفعل ! ، ومن يسببه ! ، ومن الفاعل ! ، ولماذا يحدث ! ، وما هو سنده ومصدره ، ومن جانب أخر ، الأعلام الرسمي أخذ يتداول الكثير من المصطلحات المبهمة ك ( الأرهاب لا دين له ) ، ولكن الحقيقة قد تكون مؤلمة أو محرجة للكثير ، وحتى للذين يدينون بغير الأسلام دينا ومعتقدا ، أن الذي يحدث هو ” أرهاب أسلامي ” بكل معنى الكلمة ، وسنده موثق وثابت في الموروث الأسلامي ، ومن النصوص القرأنية الدالة على ذلك ، والتي تؤكد على وحدانية الأسلام عند الله ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 أل عمران ) ، والنص التالي الذي يؤكد على كره الأخرين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ / 1 سورة الممتحنة ) ، وقد علق على هذا النص موقع / الشيخ أبن باز ، بما يلي ( دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على أنه يجب على المسلمين أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين ، وأن يحذروا مودتهم واتخاذهم أولياء ، كما أخبر الله سبحانه في كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، أن اليهود والمشركين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين. ) ، ومن أحاديث الرسول ، المحرضة على عدم قبول قبلة أخرى عدا الأسلام ، ما يلي ، جاء في ” تحفة الأحوذي ” ل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري / باب ما جاء ليس على المسلمين جزية ( حدثنا يحيى بن أكثم حدثنا جرير عن قابوس … عن ابن عباس قال : قال الرسول لا تصلح قبلتان في أرض واحدة ) ، ومن الفتاوى التي تحث على هدم الكنائس ، فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في كنائس مصر والقاهرة / للدكتور عبد القدر الغامدي ( .. أمَّا دعواهم أنَّ المسلمين ظَلموهم في إغلاقها ، فهذا كذبٌ مخالِف لإجماع المسلمين ، فإنَّ علماء المسلمين مِن أهل المذاهب الأربعة ؛ مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم مِن الأئمَّة ؛ كسفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وغيرهم ، ومَن قبلهم من الصحابة والتابعين أجمعين متَّفقون على أنَّ الإمام لو هدَم كلَّ كنيسة بأرض العنوة كأرض مصر والسَّواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك مجتهدًا في ذلك ومتبعًا في ذلك لمَن يرى ذلك ؛ لم يكن ذلك ظلمًا منه ، بل تجب طاعتُه في ذلك ومساعدته في ذلك ممَّن يرى ذلك ، وإن امتَنعوا عن حُكم المسلمين لهم كانوا ناقِضين العهدَ وحلَّت بذلك دماؤُهم وأموالُهم ) ، وكذلك ما جاء بالحديث التالي ( الذي أخرجه الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري مرفوعا ونصه : من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة. وفي رواية له أيضا: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لم يؤمن بي دخل النار والحديث صحيح . وواجب المسلم أن يبلغ هذا الدين حسب طاقته . / موقع مركز الفتوى ) .
وهذا غيض من فيض ، أن قتل المسيحيين وتفجير كنائسهم سيستمر ، دون أتخاذ ما يلي من أجراءات أو توجيهات :
أولا – لا تعتقدوا أن القضية قضية أمن وحماية المسيحيين ، وهي أيضا ليست قضية تعايش ومواطنة ، أن القضية أعمق من كل هذا وذاك ، لأن القضية ، هي قضية فكر وعقيدة منذ أكثر من 14 قرنا ! .
ثانيا – من الضروري الأبتعاد عن تدريس الموروث الأسلامي الذي يسبح في بحيرة من الدم ، أسوارها السيوف والرماح والدروع .
ثالثا – أنقاذ المسلمون من داء أيات السيف وأيات الجهاد ، وكل الأيات التي تدعوا الى القتل أو التي تدعوا الى تكفير الأخر .
رابعا – على الدول والمؤسسات العالمية ، أن تعترف صراحة وعلانية ، دون الأخذ بنظر الأعتبار الموازنات والمصالح الأقتصادية والسياسية للدول الداعمة والمغذية للأرهاب ، وفي مقدمتها السعودية ، بأن الأرهاب هو أرهاب أسلامي ، وأن منفذي العمليات الأرهابية هم مسلمون ، وأن توضح وأن تبين ، أن المسلمون / المنفذون ، يقومون بما يؤمرون به ، أو أنهم ينفذون توجيهات مما يسمعونه من خطب أو محاضرات أو ندوات في المساجد ، أو مما يدرسوه في كتبهم الدينية ، خاصة الوهابية المنهج ، كل ذلك من أجل الشفافية ، ولكي يعرف الجميع الدافع والسند والمنفذ والسبب والمسبب .
أضاءة :
ولكن ما هي الوسيلة ، التي ستعمل على أنتزاع ثقافة القتل والتكفير وعدم قبول الاخر من فكر الأسلام المتكرس في عقلية معظم المسلمين ، هذا هو السؤال الأهم ! والجواب على كل هذا ، هو بأيدي ثلة من الشيوخ والمفكرين المتزمتين عقائديا والدعاة المرضى نفسيا ومعظم شيوخ مؤسسة الأزهر وبعض المراجع والحوزات ، التي سلكت طريق الظلام والتقوقع بدل التأخي والتعايش والمواطنة ، وقامت من جهة بتسييس الدين ، ومن ثم نشر التمذهب والتفرق والطائفية ، ومن جهة أخرى حورت الدين كوسيلة للتربح والمتاجرة ، بدل أن يكون الدين / على تنوعه وأختلافه ، سبيلا لمحبة الله ! .