الحريات الشخصية بمراعاة الآداب العامة , والتجمع السلمي , حقوق دستورية محكومة بقانون ضمن اطار الدولة الديمقراطية , التي بمفاهيمها تربعت قيادات العراق السياسية على عرش الملك , الذي ضاق بمقاساتهم المنفلتة من جراء تخمة السلطة , الأركيلة ومقاهيها في الكرادة وما نالها من تحطيم وتخريب وامتهان بشري وتجاوز للسلم الاهلي للمواطن يكشف قصر نظر السلطة الحاكمة وعبث ادواتها وسوء تربية عناصرها , وبالتأكيد لن تكون آخر ضحايا فشل الحكومة في تفهم طبيعة متطلبات المجتمع العراقي ونزعته المتمدنة التي افتقر اليها اغلب المتصدين للقرار السياسي والتنفيذي , فليس هنالك اية تصورات ممكن اللجوء اليها عبر هذه السلوكية المتكررة لاستعراض قوة الاجهزة الامنية تجاه الشعب , في نفس الوقت الذي تتقاعس هذه الاجهزة من اظهار اجتهادها المهني للحد من ظاهرة العنف الارهابي الذي تكالب بشكل كبير لينال من مقدرات الابرياء , لو كانت الاركيلة جزء من مخطط تخريبي أو عامل مؤثر في تراجع الحملة الايمانية التي تتبجح بها القوى السياسية الثيوقراطية العراقية , او انها تساهم بشكل مباشر او بغيره بانتشال العراق من ظاهرة الفساد المالي المتعشعش في قصور السلطة وحاشياتها , لشكرنا بوري السلطة وعصاها الفتاكة لما حملت عليه في هجمتها الوحشية من تحطيم نوافذ المقاهي واراكيلها والقضاء على بهجة شبانها , دون اي سبب مقتع سوى ان السيد الحاكم يعاني من ازمة نفسية اسمها راحة المواطن , تتمرضنون وتتصومون وتستسبحون وتقضون ثلاثة ارباع صيفكم في منتجعات الارض مشارقها ومغاربها وتستكثرون على الصبية ساعات الهروب من انقطاع تيار الكهرباء انتم خربتموه , وتسرقون وتكذبون اولاد المارقون ما اشرفكم !, تحت اي من الذرائع التي اطلقتها اجهزة السلطة فهي تمثل بشكل مكشوف خرقا اخلاقيا لبناء الدولة القانونية , وارهاب سلطوي تمارسه السلطة لتبني مشروعا دفاعيا ضد اي تحرك مناهض لسلوكياتها المتباطئة في تنفيذ التزاماتها , فبعد تصاعد الحركات الجماهيرية والشبابية بشكل خاص ضد الاسلام السياسي وانتهاكاته في مصر وبعض من دول الربيع العربي مما حفز القوى الثيوقراطية ومنها العراق عن محاولات استباقية للحد من اي تطورات قد تنهي عهدها العاطل عن الانجاز الفكري والعملي , وهي بالتأكيد رسالة ساذجة ومكشوفة الى الشعوب لاشعارهم بوجودها وقوتها واظهار قبضتها بطريقة كلاسيكية مارستها انظمة سبقت بوري العراق وتساقطت امام عينيه , لكن العبر لاتحشرها المواقف وانما تتفاعل معها العقول
[email protected]