23 ديسمبر، 2024 10:35 ص

1 ـــ بالعراقي الفصيح قالت الأرض العراقية كلمتها, اوصت المسروق, ان ينقلها للسارق وقاطع الطريق, والجائع لمن سرق رزقه, والجيل الجديد, ان يجبّر بها انكسارات الجيل القديم, ورياح التاريخ تحملها لجوارها وما خلف حدود الدنيا, والعراقيون ان يسترجعوا بها وطناً, والمنتفضون في ساحات التحرير, ان لا يغيروا مواقفهم ومواقعهم, إجراءات الكاظمي ما زالت بين قوسي العملية السياسية, وفي خارجهم فُتحت لبيعهم مزادات, وهناك من يبيع, البعض من حثالات باطل الأشياء, يتجاهلون الأمر, والأرض العراقية قالت كلمتها الأخيرة, ترجمت مضمونها, ثورة الأول من تشرين 2019, هتاف شاهق “نريد وطن” انفجر في ساحات التحرير, لمحافظات الجنوب والوسط, لم يكن استفتاء, ولا اعتصامات غريبة المنشأ, انها الأرض عندما تتكلم عراقي , وبلهجة النهرين العذبة, يؤذن التاريخ بها عودة الأنسان الى تراث, حُفر في الذاكرة العراقية, رافضاً لاكاذيب تاريخ لا ينتمي للحقيقة.

2 ـــ الأمهات العراقيات, شربن روح الخالد مع زلال دجلة الخير, ومن مراضعهن شربت الأجيال فجر تموز الوطني, وها هو الآن يصرخ غضبه انتفاضة شبابية, في شرايين مجتمع الجنوب والوسط, الذي يترجم الآن لغة الأرض, الى ثورة ستتسع لها جغرافية العراق, من زاخوا الشمال حتى فاو الجنوب, انها ارادة التاريخ تعلن, عودة الحق الى ارض الله في العراق, كل شيء في العراق سيعود الى نصابه, حتى الهويات الفرعية, سوف لن تجد ضرورة, في أن تتغول على اصلها, ولا حتى احزاب الطوائف العشائر, تجد ما يسمح لها ان تتمرد على وطن, ولا مشايخ ومراجع الوسطاء, يحق لهم ان يؤلهوا نفسهم بالألقاب, في غفلة من قيم السماء, انه العراق الآخر, الذي حملته الأرض في احشائها, يولد الآن ثورة تغيير واصلاح, على ارض تتكلم عراقي.

3 ـــ بالعراقي الفصيح, ستغني ارض المكونات التاريخية افراحها, ويفرش التاريخ عليها سفرة حضاراتها, ويسكب الجيل الجديد, في اقداح العراقة والحداثة عنفوان الحياة, وفي واقع جديد, تنهمر فيه شلالات ثورة شبابية, معجزة عراقية معدل اعمار ثوارها, بين الثانية عشر والثانية والعشرين, ارادة غير مسبوقة, ستمزق اسمال التطرف الطائفي العرقي, لترتدي الأرض هناك ربيعها, يزخر بالتآخي والتكامل الطوعي, من داخل خيمة المشتركات الوطنية, يندمج الأنسان والأنسان في شخصية نموذجية, حينها ستجد الهويات الفرعية, سكينتها في حضن الهوية الوطنية الجامعة.

4 ـــ ليس في الأمر خيال او ثمة وهم, انه ليس كذلك لمن يتهجى مضمون الأنتفاضة, فالجيل الجديد يحمل وصية اجداده, يواري ماض شبع موتاً, على مشاجب مستهلكات جيل سابق, امتهن الأنكسارات والأنتكاسات مع سبق الأصرار, من وعي الجيل الجديد وبسالته, ستولد الحياة ثانية, في عراق جديد, تستحقه الأجيال ويستحقها, جيل يرسم خطواته بدم شهدائه ولا نصدق غيره, امعجزة حقاً ان يشرق العراق من العراق, وشباب يثور من خارج شيخوخة الأحزاب المؤدلجة, وحاضر اخضر ينجب, منقطع الصلة بماض عاقر, وتولد الأشياء الجميلة, يدون حواضن التكفير والألغاء, نعم انه العراق, على ارض تتكلم عراقي.