أمر جيد أن يرد الأخ محمد حسن الموسوي الناطق الرسمي باسم الدكتو احمد الجلبي على مقالي والذي كان بعنوان (حان للتحالف الشيعي الكردي أن ينتهي فقد كنا ضحاياه ) ،، لم اكن أتمنى أكثر من هذا الرد لأتأكد بان ماسبق لي وكتبته كان صحيحا وواقعيا ، فمقال الموسوي الذي يحتوي على إسقاطات تاريخية وسياسية فيه تأكيد لا لبس فيه بان مايسمى التحالف الشيعي الكردي المصمم أمريكيا وإيرانيا قد جاء وهو يحوي نزعة ثأرية ضد العرب السنة ومحاولة للأقتصاص منهم تحت مبررات شتى اهمها ما قاله الموسوي وهو هيمنة الآباء السنة المؤسسين للدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى ، وبأنه حان وقت القصاص منهم .فشكرا للموسوي الذي اكد ، دون أن يقصد طبعا ، صحة ماقلته .
ليس في نيتي مناقشة الموسوي تفصيليا في الموضوع فقد سبق وخضنا أنا والأخ نبراس الكاظمي القيادي السابق في المؤتمر الوطني العراقي نقاشا فكريا طويلا ومعمقا حول ذات الأمر على صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك ونشرته مواقع عديدة على حلقات ولا أرى من حاجة لاجتراره مجددا وإنما ادعوا المهتمين لتطويره وتأصيله فنحن نحتاج الى صراحة الأطفال وشجاعة الرجال لكشف خبايا ضمائرنا احدنا للآخر على مافي بعض الانطباعات من آراء مدببة قد تبدو احيانا كنصل السكين .
ساقفز الى نهايات ما قاله الأخ محمد حسن الموسوي وهي أطروحة العيش المشترك الذي لاغنى لنا عنه ، لان فيه ليس حفظ وطننا الذي لابديل لنا عنه ، وإنما قبل ذلك حقنا للدماء التي ستراق فيما لو اخترنا طريقة أخرى غير العيش المشترك . بيد أن العيش المشترك له قاعدته الذهبية في الدول المدنية وهو أن أي تعايش لابد أن يقوم على مبدأ المواطنه حيث يشعر الجميع فيه بالمساواة أمام القانون في الحقوق كما هي في الواجبات ، وان تحفظ للمواطنين كرامتهم وان تتاح لهم فرصا متساوية بغض النظر عن انتماءاتهم الفرعية ، وهو ما يمكن أن نلخصه بكلمة العدالة ، فقد قيل في الأثر أن العدل أساس الملك ولو انتفى العدل فان لاملك يبقى حتى وان كان هنالك حكم وحاكم لانه عند ذاك سيكون حكما صوريا مبنيا على أساس السلطة القهرية لا الرضا .
نقطة اخيرة عن موضوع التحالفات وهاهو رأيي فيها أعيده مجددا ، التحالفات عندما تكون سياسية لاضير منها ، فالأصل في العمل السياسي أن يبنى على أطروحتي الصراع والتعاون تبعا للمصلحة التي تعتقد الاحزاب انها ستحققها جراءه ، ولكن هذا أيضاً مشروط بان يكون التحالف سياسيا لا فئويا وخصوصا في المجتمعات المتعددة أثنيا كالعراق ، لانه أن كان فئويا بقصد الاستحواذ على الدولة والسلطة فان لا احد عند ذاك يمكن أن يلوم الفئة أو الفئات المستبعدة عنه عندما تشعر بانها ضحيته .
[email protected]