الأستاذ مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين المحترم
الأخوة الكرام كادر مجموعة الشرقية المحترمون
تقبلوا التعازي القلبية الحارة لاستشهاد شابين رائعين من كوادر الإعلام العراقي الذين جاهدا لإيصال صورة عن واقع يعيشه العراقيون وهم في سوق شعبي ..
إن مكان الإستشهاد له دلالة كبرى.. إذ يدل على اهتمام هذين البطلين بعامة الناس لا بالنخب السياسية !! أو الإجتماعية .. ويدل على اهتمامهما بالحالة الإقتصادية للمواطنين لا بترف النخب والمسؤولين وبهرجة احتقالياتهم..
كما أن كيفية توجيه النار لهما وبأسلوب غادر يدل على مدى وضاعة المجرمين وجبنهم ..
لكنني ورغم مرارة الفاجعة وأنا مليء بالألم والحزن على فقداننا شابين من شباب الإعلام العراقي .. لم أكن لأستغرب وقوع هذا الفعل الإجرامي .. بل كنت أتوقعه وأظن أنه لم يكن بعيدا عن ظنون الشهيدين نفسيهما.. بل كل الإعلاميين العراقيين..
فكل ما هو متميز في بلادنا مستهدف.. كل الثقافة العراقية وما تبقى منها هي نصب أعين الجناة المجرمين الذين تعهدوا بتدمير العراق .. وهم ماضون دائما في سبيلهم هذا..
لكنني اضع أمام أعينكم .. أن في اليوم الذي سقط فيه هذان الشهيدان من نجوم شباب الإعلام العراقي سقط العشرات من الشهداء عند جسر الأئمة في بغداد وعشرات آخرون في أماكن أخرى من البلاد.
لذلك لا ينبغي علينا إلا أن نعتبر استشهاد مراسل الشرقية محمد كريم وزميله مصورها محمد غانم جزءا من مأساة عامة يتعرض لها الوطن والشعب .. مأساة الجميع .. متمثلة في ضياع الأمان والسلام الإجتماعي في أغلب مناطق العراق وفقدان أية بوصلة نحو مستقبل إيجابي..
فالمشكل الأكبر هو المنظار الأسلم لرؤية سليمة لاستشهاد مراسل الشرقية ومصورها في الموصل.. وهذا ما يدعونا جميعا – وأقصد الأشراف والغيارى فقط من ابناء شعبنا ومثقفيه – إلى العمل من أجل إنقاذ العراق كله أرضا وشعبا واقتصادا وثقافة ومجتمعا وسنضمن آنذاك سلامة الجميع والإعلاميين على وجه الخصوص هؤلاء الأبطال الذين قدموا في هذا العام وحده مئات الشهداء..
الخلود لروحي الشهيدين مراسل الشرقية ومصورها ولأرواح شهداء جسر الأئمة وكل العراق .. والصبر والسلوان لنا ولذويهم وعوائلهم المفجوعة ولزملائهم في قنوات الشرقية وكافة الإعلاميين العراقيين .