18 ديسمبر، 2024 6:41 م

الرقي والتقدم لا يتحقق بالأخلاق فقط , وإنما بالعقول المتنورة المتفاعلة المتسائلة الجريئة المغامرة , التي تخوض غمار البحث في الأسرار والمعاني للوصول إلى منطلقات جديدة , تساهم في تقوية الإرادة الإنسانية وزيادة مساحة الأنوار المعرفية في الحياة.
فأين العقل الفاعل في مواجهة التحديات وتلبية الحاجات؟
التقدم والرقي لا علاقة له بدين , فجميع البشر لديهم أديانهم ومن أعراق وإثنيات متنوعة , وعندما تعمل عقولها تتمازج فيما بينها , وتطلق طاقاتها الفكرية والإبتكارية وتشق دروب الصعود إلى علياء الوجود الأسمى.
حصل ذلك في اليونان عندما تمازجت الأعراق , فتنامت العقول ونثت أنوارها المعرفية التي لا تزال مدوية في أرجاء الدنيا.
وحصلت في زمن الدولة العباسية عندما تمازجت الأجناس البشرية في بغداد الأنوار العلمية , فقامت الثورة الكبرى التي تواصلت في أرجاء المعمورة , وأطلقت ثمارها في مسيرات الأجيال المتفاعلة معها.
واليوم تجد الكثيرين من النابهين الحائرين يتمرغون في وحل التداعيات الظلامية , وتجد مَن يتحدثون عن الأخلاق والدين وهم أئمة الفاسدين والفاسقين والمتاجرين بالدين.
وتراهم على منابر الأفك يصدحون بما لا يفعلون , ويهاجمون حيتان الفساد والعدوان على البلاد والعباد , وهم بقلوبهم وجيوبهم معهم , وتلك لعبة آثمة تبين وضاعتهم وسوء خلقهم , وعظيم دجلهم , وبهتان ما يحملون من أسباب الهوان والخنوع والإذلال.
فهم تبع قبع وعلى أبناء الشعب يتأسدون , وبالأفك والسلاح يحكمون ويتجبرون , ولحقوق الآخرين يصادرون , بإسم فتاوى شياطين العمامة وفقهاء الدين المستورد من أعدائهم أجمعين!!
د-صادق السامرائي