( في كثير من الأحيان يكون الدين والمذهب ، وسيلة للسيطرة على البلدان ، وبذات الوقت يستخدم ممارسات وطقوس مقيتة لتجهيل الشعوب – كاتب المقال )
أولا – تشكل أيران الشيعية المذهب / الأثنى عشري ، والتي تقلد مبدأ ولاية الفقيه – الذي أفتى به الأمام الخميني ، حالة خاصة مذهبيا وقوميا ، فالبرغم من المذهب الشيعي الذي تنهجه أيران ، ولكن هذه الدولة لها خصوصية متفردة ، خلافا عن أي دولة أخرى / مثلا عن العراق ، حيث أن أيران ، نعم أنها تتبع ولاية الفقيه ( ووفق موقع / ويكي شيعة ، أنقل التالي حول مفهوم ولاية الفقيه : هي نيابة الفقيه – الجامع لشروط التقليد والمرجعية الدينية – عن الإمام المهدي في ما للإمام من الصلاحيات ، والاختيارات المفوضة إليه من قبل الله عبر نبيه المصطفى في إدارة شؤون الأمة والقيام بمهام الحكومة الإسلامية . ) ، ولكن الطابع القومي في أيران يطغي على المذهب ! ، ولازالت أيران تحلم بالأمبراطورية الفارسية ، حالها حال الدولة التركية الند لها / الذي يحاول رئيسها أردوغان بعث روح الامبراطورية العثمانية من جديد ! . وقد ظهر هذا للعلن ، وبشكل جلي وواضح في خطاب أيران السياسي ، ففي نهاية أيار/ مايو الماضي 2020 ، أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان ( أن العراق بعد عام 2003 « أصبح جزءًا من الإمبراطورية الفارسية ، ولن يرجع إلى المحيط العربي ، ولن يعود دولة عربية مرة أخرى » ، واستطرد بلهجة فوقية موجّهًا كلامه إلى العراقيين العرب ” على العرب الذين يعيشون فيه أن يغادروه إلى صحرائهم القاحلة التي جاؤوا منها ، من الموصل وحتى حدود البصرة ، هذه أراضينا وعليهم إخلاؤها ” . / نقل من المركز العربي للدراسات والأبحاث الأيرانية ) ، وهنا يتضح أن النهج ليس قوميا فقط ، بل أنه تطرفا عرقيا أيضا ! . فهذا عزت الشابندر أحد قيادي حزب الدعوة سابقا – في لقاء تلفزيوني في 27.2.2017 يقول : قاتلنا مع ايران ضد العراق ومع هذا الأيرانيين يبصقون على وجوهنا ، ويؤكد أن في أيران يطغي الطابع القومي على المذهب .
ثانيا – أما العراق ذهب دوره ووضعه مع أدراج الرياح ، قوميا ومذهبيا ! ، هذا حال من يكون تحت أمرة أيران الفارسية . فليس العراق قوميا كما كان ! ، وليس هو من شيعة علي ! كما كان أمير المؤمنين ! . فقوميا ، ليس بالأمكان أن يكون كذلك ، وهو خاضعا لدولة تمقت العرب ! كأيران ، وشيعيا ، أصبح بعيدا عن نهج الأمام الحسين أبن علي ، الذي دافع عن الحق ضد الطغاة ، وقال ” لا ” – حيث لم يدافعوا شيعة العراق عن المذهب وعروبته ضد أحتواء أيران للمذهب والعراق معا ! ، بل كانوا تابعين لولاية الفقيه الأيراني / الخامنئي ، مع العلم أن مرجعية النجف متمثلة بالسيستاني لا تؤمن بهذا النهج . ففقدوا شيعة العراق / وهنا أقصد سياسي شيعة العراق ، طابع المذهب وقومية الماضي ! .
ثالثا – أيران تمددت منذ ثورة الخميني 1978 ، في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين .. ، وأنها تحلم بأعادة أمجادها الماضوية ! . وأني أرى أن المثقفين من الشيعة ، يدركون تماما أن أيران لا يهمها سوى التوسع والنفوذ والسلطة لولاية الفقيه على بلدانهم ، حتى تحكم التابعين لها ، دنيويا وأخرويا ! ، وهذا من المؤكد لا يروق للمثقف الواعي والمدرك للخطر الأيراني على الهوية العربية ! ، ولكن الذنوب والأتباع لا يزالون يتبعون الأمام الفقيه الولي ، وذلك لمصالحهم المادية من هذه التبعية ، وهذا ما يحصل في العراق – بشكل خاص .
خاتمة :
أن المؤثر الرئيسي على التمدد لأيراني / الفارسي ، ذو الصبغة الشيعية ، في العراق / مثلا ، هي حوزة النجف ! ” وأحتلت النجف منذ سنة 448 هـ ، مكانا علميا مرموقا – حيث نزح إلى مدينة النجف من بغداد كبيرُ علماء الشيعة في ذلك العهد .. ” ، أن مراجع الشيعة ذو الأصول الأيرانية في حوزة النجف ، قد أثر على أستقلالية القرار الحوزوي المؤثر على شيعة العالم أجمع ، ولابد للعرق والقومية من تأثير ، بل قد يطغى العرق على المذهب ذاته ، ومن تأكيد ذلك حديث رسول الأسلام القائل ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) . ولو كانت حوزة النجف شيعية حقا ، لأفتت برفع يد أيران عن العراق ، وذلك لأن” الساكت عن الحق شيطان أخرس ” . أن أيران تتحكم بمقدرات الشيعة عربيا ! ، والخضوع الشيعي لهذا الأمر ، يشوه المذهب ويضعف الأنتماء الوطني والقومي معا ، فلا بد من ثورة شيعية خلاقة ، من أجل سحق تمدد هذا الأخطبوط ، ومن أجل أعدام من باعوا المعتقد والمذهب معا .