ما جرى من أحداث بعد وفاة قائد الإسلام , يقع ضمن السلوك السياسي المجرد من الدين , وقام بها مَن كانوا صحابة ولهم معرفة بالدين وقائده.
ومع توارد الزمان ودوران العقود والقرون , تم إخراجهاعلى أنها أفعال ذات نوازع دينية , والهدف من ذلك , تأكيد الفرقة والصراعات بين أبناء الدين الواحد.
يمكن القول أن جميع الأحداث ذات طابع سياسي ولا علاقة لها بالدين , فالسلطة شيئ والدين شيئ آخر , والخلط بينهما يؤدي إلى تداعيات مريرة , وهذا ما جرى في مسيرة الإسلام , حيث تواصل الخلط بين ما هو ديني وسياسي.
ومن المعروف أن الديني والسياسي لا يتوافقان , فأحدهما سيقضي على الآخر , فالدين في الكرسي لا دين , والسياسة في الدين لا سياسة.
فلكل منهما ضوابطه ومعطياته التي تفرض إرادتها على الذين يدّعونها , وبما أن الكرسي عدو الدين , فلا دين في الكرسي.
وقتل الرموز في مسيرة الإسلام ذات دوافع سياسية , أما القول بأنها لأغراض دينية , ففي ذلك تضليل ومحاولات للمتاجرة بالدين.
ويمكن تلخيص العلاقة بين السياسة والدين بما قاله عبد الملك بن مروان , وهو من أفقه العارفين بالدين في زمانه , وكان من فقهاء المدينة البارزين والمعتمَدين , فحالما أخبروه بأنه أصبح خليفة , وكان يقرأ القرآن في مسجد الرسول , قال قولته المشهورة وهو يطبق الكتاب :”هذا آخر عهدي بك”!!
والمعنى أن الدين لا يوضع في الكرسي , وعندما سأجلس على كرسي السلطة , فالسلوك سيكون مرهونا بإرادة فرض السيطرة , وتأكيد السطوة والهيمنة والسلطان.
فالدين رحيم والكرسي قاسي ويسفك الدماء ويركّع الأعداء؟
فالكرسي يعني القوة والبطش والإستحواذ , والدين يعني الرأفة والإنسانية , فكيف يصح هذا في ذاك؟!!
د-صادق السامرائي