18 ديسمبر، 2024 5:49 م

الأجهزة الأمنية عيونٌ صادقة للسلطة!!

الأجهزة الأمنية عيونٌ صادقة للسلطة!!

الأجهزة الأمنية هي مؤسسات حكومية مسؤولة عن حماية حياة المواطنين والمقيمين في البلاد وممتلكاتهم، وتنفيذ القوانين والقرارات الصادرة.

لكلّ جهاز أمني علم وشعار خاص به يعبران بشكل مختصر و واضح عن اهداف الجهاز وآلية عمله وتاريخ تأسيسه حتى الألوان الموجودة لها دلالاتها ومعانيها، ولكنّ الملفت للنظر أنّ اغلب أعلام الأجهزة الأمنية تحتوي على عين للدلالة على ان الأفراد العاملين ضمن هذه الأجهزة هم جنود مجهولين وعيون ساهرة يراقبون ويتابعون كل ما يهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم ويقفون بالضد منه ويحاولون إحباطه في عقر داره قبل أن يقترب او يمس مواطناً.

السؤال الذي يطرح نفسه هل فكرنا يوماً ما هو السرّ الكامن من وراء وجود العين في الشعار؟!

من المعلوم أن جواب البعض يكون حاضراً مثلما اشرنا اليه قبل قليل على ان لهذه الأجهزة عيوناً ساهرة ولا تعرف النوم، ولكن لدينا رأي آخر قد يكون أكثر دقة و وضوحاً و واقعية وهو ان رسم العين على العلم والشعار يشير إلى ان هذه الأجهزة هي عيّون السلطة السياسية تقوّم بنقل المعلومات والمعطيات والاحداث الموجودة من القاعدة وتضعها على طاولة اصحاب القرار والسلطة في الدولة لأتخاذ الإجراء المناسب لكل موضوع، ومن اجل أن لا تقع السلطة التنفيذية في حرج وتتخذ قراراً خاطئاً استناداً الى ما تم رفعه من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لها، يجب أن يكون الجهاز الامني صادقاً وينقل الاحداث كما هي دون زيادة أو نقصان ويضاف إليها تحليله ويقترح ما يراه مناسباً من الحلول الممكنة للمعالجة. ومن اجل تقريب الصورة، أقول على الرغم من عدم كوننا مختصين بالطب واعتذر من السادة الأطباء إن كان هناك مساس باختصاصهم، وهي أن العين السليمة هي التي تحصل على درجة( ٦/٦) وهيالعين التي تلتقط الصورة بشكل صحيح وتنقلها إلى الدماغ ليتمكنمن اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب، ولكن إذا كانت العينمصابة بأحد الأمراض مثل قصر النظر أو بعده او الجفافاوالتهاب الشبكية أو الحساسية أو انحراف الرؤية، فإن الصورة التي تنقلها العين الى الدماغ لن تكون صحيحةً، وإنما ستكون مشوهةً كثيراً إذا كانت صغيرةً او بالعكس تماماً، حينها سيكون قرار الدماغ غير صائب بل سيجعل من الذكور إناثاً والإناث ذكوراً والجميل قبيحاً والقبيح جميلاً والبعيد قريباً والقريب بعيداً وهكذا، لذا يجب على صاحب هذه العين أن يراجع الطبيب المختص للعلاج.

بهذه الصورة اقتربنا من بيت القصيد وهو ان الأجهزة الأمنية التي تصاب بداء الكبرياء والعظمة والخوف والقلق وإرضاء الآخرين والتباهي وعدم الأهتمام وفقدان الثقة بالنفس وغيرها ستقوم بنقل المعلومات والصور والاحداث التي تجمعها من الأروقة والأزقة بشكل غير صحيح الى الجهات العليا المسؤولة عن اتخاذ القرارات اللازمة وتجبرها على اتخاذ القرارات غير المناسبة استنادا إلى تقديرات خاطئة.

لذا نرى من الضروري أن تكون الأجهزة الأمنية صادقة جداً و واثقة من نفسها وتقوم بنقل الواقع كما هو دون خوف أو تردد او ان تحاول ارضاء الجهات العليا لان صدق اليوم خير وأصح من الوقوع في أزمة غداً، لينطبق عليها مضمون شعارها.

من جانب آخر، من الضروري على السلطة السياسية أن تعتمد في قراراتها على ما يرفع لها من قضايا ومعلومات من الواقع من قبل أجهزتها الأمنية، أي أنها عملية ثنائية متكاملة بينهما، وإذا أصابها خلل أو عدم الثقة أو الإهمال، فإنها تعني الخروج عن المسار الصحيح وأنتظار صدور قرارات غير صائبة.

وإذا فقد الجهاز الأمني مصداقيته عند السلطة السياسية، تبدأ بالبحث عن قنوات أخرى للحصول على المعلومات الصحيحة عن الواقع وعليها أن تفكر بمعرفة أسباب الخلل وتباشر بإجراء التغييرات اللازمة في الجهاز وإلا سيكون وجوده خطراً عليها.

مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والنجاح الدائم والصدق في العمل..