18 نوفمبر، 2024 12:58 ص
Search
Close this search box.

الأثر الشعري …وجدوى المحاولة ….

الأثر الشعري …وجدوى المحاولة ….

الشعر ليس حرفة …الشعر محترف …هذا مايقوله الشاعر سعدي يوسف …والشعر ليس ترفا بل هو ضرورة جمالية مثل كل الأشياء التي تجعل للحياة معنى وقيمة كالموسيقى العذبة التي تحتاجها الروح الطرية لأدامة شحن طاقاتها الكامنة وديمومتها وتفتحها المتغير في غابته الخضراء وتناغمها مع الفصول …

والشعرمرتبط عضويا بالحياة وهو جوهريا سياسي كما يراه ادونيس وهو الراي الذي يوحي بتلاحم الشكل الشعري مع مضمونه رغم ان الشكل الشعري يطغى على سواه من العناصر الأخرى ….والشاعرالمبدع المجدد المنتج يحتاج دائما الى تدريب حواسه في حساسيته الشعرية وخصوصا حاسة البصر والتي يرسم بخياله الجامح عبرمسافة النهر الذي يمضي بطيئاً والاشجار المرصوفة على جانبيه والناس بتفاعلها وتأمله لفضاء الزرقة والخضرة والوجوه الحسنة اذ ترتسم علائقها وهي تستظل بأشجاره الباسقة والسماء بغيومها المتكاثفة وهطول الأمطار وأصطخاب الرعود والبروق وتعاقب الفصول والأنتظار وتداخل الألوان وتناسق الزهور وتلاقي الوجوه المشرقة الباسمة وتعانقها التي تعكس عشق القلوب وكل اللحظات المبهرة التي ترصدها عين الشاعرالهائمة لتتحول الى غناء يذوب في ذاكرته ويتفاعل مع كيانه وينبض بكيانه وكذلك الأصوات وايقاعاتها وصداها في النفس الشاعرة ((والأذن تعشق مثل العين احيانا)) وهذا تدريب اخر وكذلك بقية الحواس التي يمنحها الشاعر صفات وابعاد اخرى لتكتب لغته الأخرى وحروفها التي تتداعى مع سلمه الموسيقي وخلالها تترسب نظرته للأشياء وتكون صوته الخاص به وقد صقلته تجربته الحياتية العامة ورسمتها له الأشياء وهي تخطط ملامح الخصوصية تلك التي رصدتها الدهشة العائمة والفضول المباغت الذي يمنحه القدرة على استشراف ماهو جديد ومؤثر ومقنع ….

بهذه الكلمات البسيطة الهادئة وهي ربما تحمل الكثير من الرومانسية والتي حاول واقعنا المرير تجاوزها وهو يزج بألمع طروحاته اللغوية التي تبناها من تفاعل ساخن مع تيارات العصرنة والحداثة العالمية ليعيش وسط الاحداث ويبرز تداعيات الانسان وتفاعله مع الآخر ويعبر عن مرحلته اعمق واصدق تعبير .ويحاول ان يجد الطريق الامثل للتعبير …فبينما يحاول البعض تأطير وتحجيم الشعر بمصطلحات التجديد والحداثة وتحميله مالاطاقة له به فكل جديد مطروح بأسم الشعر اذا لم يكن

يحمل اسس الشعر المعروفة والتي لا يحويها تعريف …فالشعر لايعرف ولايمكن تمثيله خارج اطار المشاعرالأنسانية وتاثيرطرحه بشكله وموضوعه ومبالغته والحدس والوسائل الجديدة التي استعملتها القصيدة الحديثة وكيف خلقت الأثر في نفس القاريء والتعامل مع الكلمات بطريقة خاصة يتم فيها التركيز على القيمة الأنفعالية والأيحائية للكلمة الشعرية وثمة شاعر ومتلقي واذا أختلت المعادلة فيعني ثمة خطأ يجب ان يعاد النظر به أ تصحيحه …..فلا شيء يشفع بعد نشر نص غير النص نفسه بشكله الجديد ومضمونه الذي يعبر عن حالة الشاعرومعادله الموضوعي فلا عدد الاصدارات الكثيرة ولا اسم الشاعر الكبيرالمتكرر …ولا كثرة الكتابة النقدية أوحتى المتابعات واللقاءات الصحفية والفضائية …انظروا الى مبيعات دور النشر …ستجدون الأجابة المقنعة ….والتجربة الخلاقة التي تؤكد كيف نفذ اليوت الى قلوب الناس من خلال كلماته قبل كل شيء تلك الكلمات التي استعملها بمهارة استاذ وبأدراك تام لقيمة اصواتها واثرها الشعري ……

أحدث المقالات