17 نوفمبر، 2024 3:24 م
Search
Close this search box.

الأثار والأهوار العراقية … كنوز وحضارة وهوية

الأثار والأهوار العراقية … كنوز وحضارة وهوية

في كتاباتي السابقة تناولت موضوعا عن أمكانية تطوير وأنعاش السياحة في العراق ، والأهتمام بالمرافق السياحية والأثرية والدينية المنتشرة في عموم البلاد ، وأمكانية أرتياد السياح العرب والاجانب في الدول العربية والأوروبية ، للأطلاع عن كثب على حضارة العراق والتي تتجسد بالمواقع الأثرية القديمة ، والأهوارالجميلة والبحيرات الطبيعية ، والأماكن الدينية المقدسة ، والتي تعتبر كنوزا ذهبية وحضارة خالدة عرفت العالم بالهوية التأريخية للعراق ، والتي ستضيف مواردا مالية كبيرة الى الميزانية العامة والتي توازي بقيمتها الموارد النفطية، وقد( تمنيت ) حينها من خلال كتابتي تشجيع الجاليات من الجنسيات الاخرى المتواجدة في بلدان العالم كافة ، السفر الى العراق من خلال الناقل الوطني ( الاخضر ) شركة الخطوط الجوية العراقية لزيارة المواقع الاثرية والتي تقدر بالآلاف والمنتشرة في مناطق الشمال والجنوب والوسط من العراق ، والتي يعود تأريخها الى الحقب الزمنية المختلفة ، اضافة الى امكانية زيارة الاماكن والمناطق السياحية الساحرة التي تسر الناظرين ، ومنها مدينة الف ليلة وليلة العاصمة الحبيبة بغداد ، والمحافظات الشمالية والجنوبية الاخرى ،
ولكن يبدو اليوم أن ( أمنيتي ) قد تحققت بفضل جهود الوفد العراقي لمنظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة في أدراج الاثار والاهوار العراقية ضمن لائحة التراث العالمي ، ويتطلب هنا تكاتف كافة الجهود للأرتقاء الى مستوى اهمية هذا القرار لصالح انعاش السياحة وتطويرها والاستفادة من القدرات والامكانيات الذاتية وأستثمارالعقول السياحية المتوفرة في العراق ، ولجعل المسؤولية الوطنية لتكون مشتركة وواضحة المعالم في مجال رعاية وأهتمام وأعمار وحماية هذه الاثار والاهوار وتطويرها ، وجعلها ايضا مزارا سياحيا دائميا وليس مؤقتا ، وأستغلال كل بقعة من بقاع الارض العراقية وتحويلها الى منجما للذهب الخالص ، من اجل كسب الموارد المالية وتخصيص ريعها وفائدتها الى ابناء الشعب العراقي الذين يعانون من الظلم والحرمان طيلة السنوات الماضية ، وكلي ثقة بأن الذي يزور هذه الاهوار سيتمتع بجمال طبيعتها الخلابة والساحرة ، من خلال البيوت الشعبية والبسيطة المبنية من القصب البردي والتي كانت تبنى في زمن السومريين قبل الآف السنين ، كما يمكن للسائح التمتع ايضا بمشهد الحيوانات البرية والأبقار والجاموس المنتشرة في الاهوار ، فضلا عن ركوب ( المشاحيف ) الخشبية والتنقل بها حول الاهوار بين محافظات البصرة والناصرية والعمارة ، والتمتع ايضا بجمالية الطيورالمغردة والمهاجرة ، فضلا عن امكانية تناول الاكلات العراقية الشعبية ومنها ( السمك المسكوف ) و ( المسموطة ) و( قيمر العرب ) و ( الحليب الطبيعي ) و ( خبز التنور الحار ) ، وبالتالي امكانية التعرف على الفولكلور العراقي الجميل من خلال الازياء العراقية القديمة والاغان الشعبية والتراثية المنوعة والمواويل والمقامات والمسرحيات وغيرها من الفنون العراقية الجميلة التي بالامكان اقامتها وعرضها في الهواء الطلق للجميع . يتطلب على المعنيين هنا في أدارة هيئة السياحة في العراق أستثمار كافة المرافق السياحية لجذب السياح اليها ، كون ان لكل موقع من هذه المواقع الاثرية ، وان لكل هور من هذه الاهوار العراقية لها الف قصة وحكاية ، أذن … لنروي هذه القصص الجميلة والحكايات العجيبة والغربية ، للزائرين ( المتعطشين ) لزيارة هذه الاثار والاهوار وخصوصا الجاليات العربية والاجنبية المتواجدة في أوروبا من الذين ( يتمنون ) بكل شغف الاطلاع ومشاهدة المزيد من هذه الكنوز التي ستجلب بالتالي الموارد المالية الكبيرة للبلد ، ولماذا لا يتحقق كل هذا ؟ !! بالتأكيد بأستطاعتنا كسب الموارد المالية كما تكتسبها العديد من المواقع الاثرية والسياحية في بلدان العالم طيلة أيام السنة وبدون توقف ، ومنها على سبيل المثال ، الاهرامات وكورنيش النيل والقناطر في مصر ، ومتحف اللوفر وبرج أيفل في باريس ، والمتاحف والزوارق والمساجد في أسطنبول ، وعين لندن ومتحف الشمع في لندن ، وبرج خليفة في دبي ، والسياحة الجبلية والرياضية والشاطئية في المغرب ، وغيرها من الدول التي تركز جل اهتمامها وامكانياتها الذاتية على أنعاش السياحة في بلدانهم .

يتوجب على الحكومة والبرلمان والمسؤولين العراقيين اصدار القرارات التشريعية والتنفيذية للبدء بمرحلة تطوير وتحسين الواقع السياحة في العراق ، وكفى على المسؤولين هذا الأهمال والفساد والضياع المستمر للأموال والسرقات التي نشهدها يوميا ، ولا نجعل هذه الفرصة الثمينة تضيع كما ضاعت ملايين الفرص من قبل ، وان فوات الفرصة ( غصة ) كما قالها الامام علي ( ع ) ، وان هذه الخطوة هي شأن داخلي يخصنا نحن العراقيين ، اذا لم نتبنى هذا الموضوع فلا أحد له شأن فينا ، كوننا اصحاب الشأن والقضية ، ويتطلب بكل أصرار وعزيمة تنشيط وتفعيل مرافقنا السياحية والحفاظ على هويتنا العراقية وتأريخها وتراثها ، والمحافظة على البيئة من اجل استقطاب أعداد كبيرة من الوافدين … وبحكم تواجدي في الدول الاوروبية أسمع هنا من اغلب الناس وخصوصا ( الأجانب ) منهم برغبتهم الشديدة لزيارة العراق ، والاطلاع على هذه الحضارة والأثار القديمة التي ( يسمعون ) بها ويتابعون اخبارها ( بشكل نادر وقليل ) عبر وسائل الأعلام ، ولكن لم يروها بأم أعينهم ، ولهذا يتطلب سرعة العمل على انجاز المهام الموكله لكل من له شأن في هذا المجال وخصوصا وزارة الثقافة والسياحة والاثار كونها المعنية بشكل مباشر بهذا الموضوع الحساس والمهم والدقيق للغاية ، كما يتطلب من جانب أخر الاهتمام بالبحيرات السياحية واعادة اعمارها وتأهيلها وتشغيلها ومنها بحيرة الحبانية في الانبار والرزازة في كربلاء وساوة في السماوة ودوكان في السليمانية والثرثار في سامراء وسد الموصل في نينوى وجزيرة السندباد في البصرة وسط شط العرب وجزيرتي بغداد والاعراس السياحيتين ، وكذلك اعادة تأهيل أثار الحضر وبابل والوركاء والنمرود وأور والأخيضر والمدائن وعقرقوف وملوية سامراء وغيرها ، فضلا امكانية انشاء المطارات الداخلية لسهولة تنقل الزائرين بين المحافظات ، كما يتوجب على أدارات المدارس والجامعات تنظيم السفرات السياحية لجميع طلبتها للاطلاع عن كثب على حضارة وكنوز وهوية بلدهم في هذه الاثار والاهوار الجميلة .

أحدث المقالات