للتنويهِ كبادئٍ ذي بدئٍ , أنّ الكرد العراقيين غير مشمولين في هذا الشأن او هذه الأسطر , بإستثناء الدَور المُغيّب كليّاً في الإعلام فقط ! للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتولى قيادة الأقليم في العراق – في هذه الأزمة المعرّضة للإشتعال < وكأنّ جمهور الأكراد واحزابهم الأخرى في شمال العراق , مختزلٌ بهذا الحزب > .
ما جرى خلال ال 72 ساعة الماضية , بدا أنّ القيادة التركية كأنّها تسرّعت فوق معدل السرعة القصوى في إطلاق التصريحات المسبقة بشأن حملتها العسكرية في الشمال السوري , ولم يتعلّق الأمر بتجاوز وتجاهل عنصر المباغتة في أيّ معركةٍ عسكرية .! , بل أنّ الحسابات التركية من الزاوية السياسية – الدبلوماسية أخذت بالإعتبار ردود الأفعال الدولية والمحلية المرتقبة تجاه حملتها العسكرية , والتي أكّدت رئاسة الأركان التركيّة ” عن عمد ” بأنّها قد تنطلق في اية لحظة .!
الأمريكان غيّروا لكنتهم ولهجتهم غير المتدرجة تصعيدياً في معارضة الحملة التركية المقبلة , الرفاق الرّوس عارضوا ذلك ايضاً , الأبرز في ذلك أنّ < قسد – قوات سوريا الديمقراطية الكردية > اوقفت تعاونها وتنسيقها المشترك مع الأمريكان والتحالف الدولي , معتبرةً أنّ الهجوم التركي المقبل هو بتواطؤٍ امريكي وتخلٍّ مخزٍ من الأميركان عنهم .!
فوجئت القيادة التركية بتحرّكٍ روسيّ ذي ديناميّةٍ خاصّة لعرض إجراء لقاءٍ مشترك بين الرئيس بشّار الأسد والرئيس اردوغان < وما يجري ضمن متطلبات الإعلام السياسي في هذا الشأن , أنّ القيادة السورية تعارض هذا العرض المغري > .! وربما ابعد من ذلك دونما ضماناتٍ سورية بأنسحاب كاملٍ ” يصعب التنفيذ ” للقوات التركية من الأراضي السورية .!
بمضاعفات ذلك ومن زواياً متقابلة او متضادّة , فالأتراك يعايشون حالةً من التردد والإرباك السياسي الذي او مقتضياته حفظ ماء الوجه أمام الشعب التركي والدولي ” ولو كإجراءٍ مؤقّت ” , فإستعاضوا عنه بقصفٍ جويٍ مُركّز داخل كردستان العراقية , وسيما في اطراف محافظة السليمانية – معقل الأتحاد الوطني الكردستاني , والبعيد جغرافياً والمتضادّ كلياً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني .! وكانت الضحايا اربعة صيادين عراقيين وعدد من الجرحى الذين لم يكونوا من معارضي الPKK الكرد الأتراك .!
القضيّةُ امست واضحت قابلةً لتطوراتٍ قابلةً لتناقضاتٍ ما , وفي إتجاهات متباينة ومتقاربة كذلك , الى حدٍ ما !