1-أبى ..هل شاهدتَ جنازة آلان كُردى ؟
بنى ,لا, .. بلْ شاهدتُ بزوغ العار العربي فى القبور ومُتكفّن بطُرح النساء .
(ملحوظة .. الان كردى طفل سورى مات غريقا )
**
2-أبى .. لقدْ سمعتُ عن اختلاف الفلاسفة فى (علم الوجودات وعلم الماهيّات)
أيهما أشمل وأسبق … أيهما أصيل وأيهما اعتباري..
فهل لديك كلمة الفصل ؟
بنى ..لا ماهية لشئ غير موجود ولذلك فالوجود ما بين مجعول و مخلوق قبل الماهية أما الأشمل فإنّ كل مخلوق ٍومجعولٍ من الله له ماهية ولذلك فإنهما الشئ واسمه فاصبحا صنوين متطابقين لا يفترقان .
**
3-أبى … كيف يُدوّن التاريخ ؟
بنى..التاريخ يُخطُّ بأنامل الأقوياء ,والأكثر منه صفحات تحمل عقيدة القوم الذين دوّنوه.
أبى أليس يُدوّن على نقل الأخبار والحقائق !
لا يا بنى ..يدوّن كما قلتُ لك.
واه يا أبى.. أين أجد الحقيقة إِذَن ؟
الحقيقة إبحث عنها فى عقلك.إنزع هوى النفس والعصبيّة تجد الحقيقة أمامك .
**
4- أبى .. ما هو العدم ؟
بنى العدم شئ لمْ يُخلق ولمْ يُجعل ولم ْيكنْ له تصور فى داخلك أو فى الفضاء الخارجى.
أبى : أليس الموت عدماً ؟
بني :الموت مخلوق .فكيف نسميه عدماً !!
بني كل ما سُمّى فهو موجود ..سواءٌ كانتْ تسميته تسمية مادية أو معنوية .
**
5-أبى … أين أجد السعادة ؟
بنى ..ابحث عنها فى المتضاديْن وأعرضهم على قلبك فإذا استراح فاعلم أنّك قدْ ادركتَ السعادة
كيف أبى ؟
بنى: إبحث عنها عند عمل الخير وابحث عنها عند دفع الشر واعرض ذلك على قلبك .
وابحث عنها فى الشكر عند الوهب والصبر عند النزع واعرض ذاك على قلبك .
أبى:أجد السعادة فى مقاومة الشر ونزع النعم !
نعم بنى ,السعادة فيهما ,لإنك إنْ لمْ تقاوم الشر طالك,ومقاومته فيه الظفر ، وإنْ لمْ تصبر عند النزع فرُغ قلبكَ وما رُبط.
**
6-أبى .. ما هى الموهبة ؟
بنى .. الموهبة هى ذاك العلم المرتكز فى النفوس بلا تحصيل أىّ علمٍ من العلوم .
أبتِ ..هل تستطيع الموهبة أنْ تُؤسس علماً ؟
نعم يا بنى ,الموهبة علمٌ لا نهائى مِنْ جِنسها.
أبى ..ألمْ يدرُس صاحب الموهبه علوم جنسها ؟
يدرُس يا بنى.. يدرس..لكن موهبة هذه العلوم مرتكزة مسبقاً فيه,ويستطيع ان يبتكرْ ويُضف بل ويُؤسس علماً زائداً على هذا العلم .
**
7-أبى .. هل سمعتَ عن الحربين العالميتين الأولى والثانية ؟
بنى … رأيتُ أُناساً حمقى .. يسعون إلى البقاء بتقديم أرواحهم للفناء .
أبتِ .أليس أحدهما على حق والآخر على باطل ؟
بنى ليس فى متاع الدنيا باطل وحق إذا كانت الأرواح ثمناً لفصل النزاع .
أبى : ربما أراد قتلى !
بنى :لا تبسط يدك لقتله .
**
8- أبى ..أليسَ هناك أُناس يعملون الشرَّ و يحسبون أنّهم يعملون الخير ؟
نعم يا بنى ….هو كذلك ..ولكنهم فى النار.
أبى .. ألسنا محاسبون على ما اعتنقنا من عقائد ؟
نعم يا بنى ..
إذَن أبتِ … فلِمَ يدخلون النار ؟
بنى ..ضلوا فأضلهم الله وسخط عليهم فرأوْا المنكر معروفاً والمعروف منكراً وانعكستْ عندهم المفاهيم التكليفية.
أبتِ .. ألمْ يعلموا أنهم يفعلون الضلالة ؟
بنى ..كانوا يعلمون وآلان أمسوا لا يعلمون .. فهم فى عمه وغِشاوة .
بنى لما حصدوا الدنيا بالشرِّ ظنوه خيراً , فذاك هو العمه وتلك هى الغِشاوة.
**
9- أبى : ما أشرّ صاعقة تحل بالمنافق ؟
بنى : أشر الصواعق آيات القرءان تنزل على المنافق . فهو شقاء لهم وشفاء للمؤمنين .
**
10- أبى .. متى نصل لكمال الإيمان ؟
ولدى .. نصل لكمال الإيمان إذا وصلنا لكمال الرضا .
غريب أبتِ .. ألمْ نصل لكمال الإيمان إذا وصلنا لكمال ..الحب .. أو الزهد .. أو بذل النفس ..أو العبودية .. أو ……..؟
بنى .. لا على كل ما ذكرتَ ..
فليس بالضرورة أنّ كل هذه المسميات تقترن بالرضا ، الرضا يا بنى أعلى مراتب الإيمان وأكملها .
**
11- أبي : ما هو الإنسان ؟
بنى :جوهر الإنسان و ماهيته كلها هو قلبه .
أبتِ : ألمْ يكن الإنسان هو ذاك المخلوق الثدييّ المفكر ؟
نعم بنى,ولكنْ قيمته فى قلبه وبقاؤه مِن قلبه وفناؤه مِن قلبه,
أبى : أليست الروح هى بقاء الإنسان وفنائه؟
نعم بنى ..ولكنها لا تُميز بين مخلوق ومخلوق آخر,فروح الإنسان والحيوان واحدة ,والروح حياة الانسان ,فإذا نُزعتْ تُوفى الإنسان ,
فنزعها يُميت البدن ويظل القلب رقيباً على كل الأعضاء التى تهلك إلاََ أنْ يأتِ دوره فتُنزع منه الروح .
بنى : الروح شئ خفى إذا حلّتْ بشئ جعلتْ له وجودًا ,وهذا الوجود يُنعّم أو يُعذّب بسبب بقاء الروح فيه.
أبى .. ما أدراك أن القلب آخر ما تُنزع منه الروح ؟
بنى هو الرقيب ومَحِل نظر الله فى الحساب فلابد أن يبقى ليشاهد بدنه الذى كان يأمره بالطاعة أو المعصية,ويري ما قدمتْ يداه قبل نزع روحه.
أبى :ألمْ يؤتَ الإنسان يوم البعث بقلبه وبدنه ؟
بنى : أى بدن ! بدن الطفولة أم الصبا أم المراهقة أم الهرم أم الشيخوخة أم بدنه الذى فارقتْ الروح منه!
ودار مُقامه فى الخلد بأى بدن !
بنى : القلب هو الثابت الذى لا يتغير , لذلك فهو الإنسان , هو ماهيته.
أبى : ألمْ تكنْ الروح فى البدن كما هى فى القلب ملك البدن ؟
بنى : تخرج الروح أولًا من أطراف أصابع القدم حتى تموت قدماه فلا يتحرك ثم يتوالى النزع حتى يصل الى القلب وهوآخر ما تُنزع منه الروح.
ابى : ألمْ يَمُتْ الإنسان فى نومه ؟
بنى : وهل النائم قلبه يتنفس باستمرار أم لا يتنفس !
يتنفس ..
إذن فهو لم يمتْ وهو نائم .
وأما الغلط الذى وقع فيه العلماء على إثر الآية القرآنية بأن الله يتوفى الأنفُس فى منامها فهو تأويل خاطئ .
والصواب أنه يتوفاها عن التكليف فليس للنائم تكليف ,وأما الأحلام والرؤى فهم عوالم غيبية يراها الإنسان بروحه النائم بها ..
الانسان يا ولدى له حياتان ,حياة المستيقظ وحياة النائم ولكلٍ منها طبيعتها الخاصة بها .
***