18 ديسمبر، 2024 9:38 م

الأبواق الولائية!!

الأبواق الولائية!!

ليس المقصود بها التوجهات المذهبية وغيرها من التفاعلات العقائدية , وإنما موالاة الشيئ أي شيئ , وبالأخص الكراسي المستعبدة للناس والمدمرة للبلاد والعباد.
والى: تابعَ , أحب , ناصر , حابى .
فالكثير من الأقلام والأفواه تناصر الكراسي ولا يعنيها ما تقوم به , وإنما ما تعطيها وترفدها به من المكارم والعطايا , فهي إرتزاقية , وإن شئت مرتزقة , كأي مرتزق يؤدي عمله من أجل المال وحسب , ولا يعنيه ما يقوم به ولا يفكر بنتائحه , المهم يؤدي المهمة ويقبض الأجر.
والولائية إتخذت أساليب معقدة ومخادعة تهدف لتحصين الذات وتدريعها , وإطلاق نوازع النفوس الأمارة بالسوء , وتأمين إرضاء حاجاتها الدنيئة الغادرة.
وتجدنا أمام صنوف من التفاعلات الولائية , المتوارية خلف أقنعة دينية ومذهبية وطائفية وفئوية , وإن تنوعت أساليبها فغاياتها واحدة.
فبعضها يتكلم على المنابر بقوة ضد الكراسي , وإن واجهته بقول حق ثار بوجهك وحسبك عدوا له , وإنكشفت أضاليله وما يجنيه من الكراسي من مغانم , وإستحواذات تبررها العمائم وتحسبها حقه الشرعي , فكل ما يضع يديه عليه يكون له , وفقا لشرعها الغنائمي المؤول وفقا للأهواء المقدسة.
والبعض الآخر يكتب ويصرح في القنوات الإعلامية , وتحسبه وكأنه من ألد أعداء الفاسدين , وهو رمز مخاتل مراوغ وممثل لأفسد الفاسدين , وجميعهم يهدفون بالسلوكيات المتلونة , خداع الناس وإستعبادهم وتركيعهم , وإمتلاك أصواتهم بالتخويف والترغيب والترعيب , ويتحدثون عن الديمقراطية بلسان الشياطين , والغلو يتوطنهم , وتكفير غيرهم ديدنهم العنيد.
ومن علاماتهم الفارقة , أنهم يعادون الأقلام الحرة , ويهاجمون الرأي السديد , وينتقصون من الكلام الوطني , الداعي للألفة والمحبة والمصالح المشتركة , ويروِّجون للفرقة والشقاق والتعادي بين أبناء الوطن الواحد , ويجيدون نشاطات الطائفية الحمقاء والتبشير بالأوهام والبهتان , ويقبضون على مصير الناس بالغيبيات , المدججة بالمخاوف والوعيد المبيد.
وعندهم البشر أرقام , ولا عقيدة إلا عقيدتهم , ولا ملة إلا ملتهم , وهم المتطرفون الأشداء , ويتهمون الآخرين بالتطرف والغلو والعداء.
فهل لهذه الأبواق من حياة عندما يستيقظ المغفلون؟!!