من منا لم يسمع أو يقرأ قصة نبي الله يوسف عليه السلام؟ تلك القصة العجيبة الغريبة, التي مرت على نبي الله يوسف منذ طفولته إلى أن أصبح ملكا نبيا, وهو طفل صغير كاد له إخوته والقوه في غياهب الجب, وقالوا أكله الذئب, فبكى عليه يعقوب النبي حتى ابيضت عيناه, فأنجى الله يوسف بقدرته ومشيئته.
وكتب له أن يدخل في مؤسسة الملك والفرعون الحكومية, ويعمل في ذلك البلاط الملكي بعد أن يتبناه عزيز مصر, فأثر سحر جماله على من كان في القصر من نساء, ومنهن زليخة زوجة مُتبني يوسف, فدعته إلى نفسها, لكنه استعصم منها ولجأ إلى رب العالمين, فكادت له مكيدة حتى أودع في غياهب السجون لسنوات طوال.
لكن وبمشيئة الله القدير العلي فضحت تلك المؤامرة التي دبرت لنبيه يوسف الصديق.
فكانت تلك الرؤيا التي رآها الفرعون هي نقطة التحول في حياة يوسف, فقد عجز كهنة المعبد, والمعبرين عن الرؤيا, عن تأويلها إلا يوسف فقد أعطاهم التفسير, ووضع النقاط على الحروف, وبالتالي بحكمته التي وهبها الله له أنجى مصر من القحط ومن إجرام وظلم المعبد وكهنته.
وهذا ما اقض مضاجعهم وأرهقهم حتى كادوا ليوسف مكائد كثيرة, لكن أنجاه الله منها, وباءت بالفشل الذريع, وبالتالي أصبح يوسف هو عزيز مصر وسيدها وكهنة المعبد هم أذلتها بعد أن كشف للعالم مدى كذبهم ونفاقهم وسرقاتهم ودجلهم وشعوذتهم وفسادهم وإفسادهم في الأرض, فقد حصحص الحق وذهب كيد الخائنين والظلمة من كهنة المعبد.
هذه شذرات من سفر يوسف الصديق عليه السلام, الذي تجلى اليوم في سيرة حياة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني, الذي مر بمثل ما مر به يوسف عليه السلام, لكن باختلاف الأدوار, فمن كان معه بمثابة الأخ والصديق أيام الدراسة الحوزوية رماه واتهمه بالعمالة!!.
ومن كان هو بمثابة الأستاذ له أصبح من أشد الحساد والمبغضين له!! لجمال علمه, وفطنته العالية, وتشخيصه الدقيق والسليم, وقوله الحق, ووسطيته واعتداله, واستعصامه من كيد تلك المؤسسة التي أقبلت عليه بزخرفها وزينتها ظنا منها انه سيركن لها, لكنه استعصم ولجا لله رب العالم.
فتوالت المكائد تلو المكائد, من حرب إعلامية تسقيطية تشهيرية إلى أخرى, من تهمة إلى أخرى, من فرية إلى أخرى, فكان السجن هو الخيار الوحيد ظنا منهم أن يثنوا من عزيمته, فقال وهو كله ثقة ( حريتي لا تشترى بثمن ) معلنا رفضه لكل المغريات التي عرضت له مقابل إذعانه وتبعيته لمؤسسة كالمعبد في كل تفاصلها.
فتغير وضع العراق ودخل المحتل وبقى المعبد وكهنته يفسدون ويشعوذون ويفتنون ويكذبون ويسرقون, ظنا منهم إن العراق قد أصبح خاليا من الصوت الوطني, والمرجع الأعلم, والقائد الحقيقي, ظنا منهم إن الصرخي الحسني قد هلك في السجون, لكن الله من عليه بالخروج من تلك الحجر المظلمة, فصدمهم ذلك وبدءوا من جديد في شن الحرب ضد ذلك المرجع الأعلم, حتى وصل بهم المطاف إن يتهموه بالإرهاب, فصدر ذلك المنشور من قبل قوات الاحتلال, الذي يقول إن الصرخي الحسني مطلوب حيا أو ميتا لقوات الاحتلال الأمريكي؟؟!!.
فغيب صرخي العراق لسنوات طوال, وبعد أن أصبح العراق يعاني القحط والجفاف, قرر المرجع الصرخي أن يأخذ زمام المبادرة وإعطاء الحلول الناجعة والجذرية لما يحصل في العراق من أزمات ومعاناة, ولم ينتظر من الملك أن يأتي به أو إليه, فكان شعوره بالمسؤولية وخوفه على شعبه وحبه لوطنه, ورفضه الطائفية والتقسيم التي أوجدها كهنة المعبد, هي من دفعته لطرح نفسه كحلقة وصل بين الخصماء, ويكون هو المبادر لإيقاف سفك الدماء.
لكن ذلك لم يُرضي المعبد وكهنته, فقرروا إن يجعلوها القاضية, فجيشوا الجيوش من قوات حكومية ومليشيات متعددة حتى حرس الحضرة الحسينية, مجهزة بالطائرات والمدفعية الثقيلة والعربات وكل الأسلحة الثقيلة والخفيفة, فكانت مجزرة كربلاء في 1/ 7 / 2014م المصادف 2 / رمضان / 1435هـ , فقتل من قتل, وشرد من شرد, واعتقل من اعتقل, وعذب من عذب, ومُثل بمن مُثلَ به, وسحلت الجثث في الشوارع بعد التمثيل بها وحرقها, كل هذا بأنصار ومقلدي وضيوف المرجع الصرخي الحسني, وأحرقت, وهدمت داره وسويت بالأرض.
فكان العذر في ذلك هو انه إرهابي, انه يصنع المفخخات, انه يملك مخازن للأسلحة, انه أراد أن يحتل العتبة, وإنه, وإنه, وإنه إلى مالا نهاية من التهم الكاذبة الباطلة؟؟!! ومع طول المدة والزمن, لم يعطوا دليلا واحدا يثبت كل تهمة أطلقوها والصقوها بهذا المرجع الذي أراد الخير للعراق والعراقيين, لأنهم لا يملكون ذلك الدليل, ففاقد الشيء لا يعطيه, ومن أجل ذلك قرروا أن يغطوا على فعلهم بعذر أقبح منه فقالوا انه هرب إلى قطر, وقالوا انه في السعودية, وفي الإمارات وبعدها قالوا انه قتل في الاحداث نفسها؟!!.
فهل السفر – إن صح ذلك – يستحق إن يرتكب هكذا جرم من اجله ؟! وما هو دليلكم على ذلك ؟ كيف تثبتون ذلك؟ الجواب هو الصمت المطبق!!, فكهنة المعبد تعودنا منهم الصمت دائما, فلهم أبواق وأفواه وببغاوات تنطق بدلا عنهم, فان أصابت حسب ذلك للكهنة, وان أخطأت تبرأ الكهنة منهم, هذه هي سياسة المعبد, مكر في مكر, لكن مكرهم وكيدهم خائر, وزائل والى فضيحة في فضيحة إن شاء الله تعالى.
فها هو اليوم المرجع الصرخي الحسني يطل علينا في محاضرته العقائدية التاريخية الثالثة والثلاثون بالصوت والصورة معلنا وكاشفا وفاضحا كذب ونفاق دجل وظلم وفساد المعبد وكهنته, وقول لهم …
الآن حصحص الحق…
يوسف لم يمت …
يوسف لم يسافر…
يوسف في العراق…
يوسف عراقي ومازال في العراق ولن يترك ارض العراق أبدا …
يوسف سيهد معبدكم على رؤوسكم بعلمه ومحاضراته و وسطيته واعتداله …
يوسف سيقود العراق إلى النجاة بعد ما ألقيتم به في حفر الهلاك والظلال والفتن…