سألني بعض الاصدقاء عن تداعيات القرار الروسي الذي يقضي باستلام مستحقاتها عن تصدير النفط والغاز الروسي الى اوربا بالروبل الروسي.
ليس من المعروف فيما اذا كان مثل هذا القرار متوقعاً من قبل الدول الاوربية لانها لم تتحدث عنه اطلاقاً . وبعد صدوره تحدثت تلك الدول عن انه يعتبر مخالفة لعقود التصدير المبرمة مع روسيا.
الرئيس الروسي قال ان الاستمرار بالدفع بالدولار واليورو لامعنى له في ظل تقييد استخدامها من قبل الدول الغربية.
وقال بعض المسؤولين الروس انه لايحق للغرب الحديث عن الالتزامات القانونية بعد ان قام الغرب نفسه بخرق كل القواعد والقوانين واستولى على اصول وموجودات لروسيا ولافراد روس ايضاً.
الدول الاوربية سوف تواجه مشكلة حقيقية بعد اسبوع اذا ارادت ضمان تدفق الطاقة من روسيا ، حيث انها لاتملك رصيداً من الروبل يكفي لتسديد قيمة استيراداتها.
الجهة الوحيدة التي تستطيع تزويدهم بحاجتهم من الروبل ، هي البنك المركزي الروسي والذي يخضع لعقوبات
اوربية ويمنع التعامل معه مما يعني ضرورة رفع الحصار عن البنك المركزي الروسي لكي يمكن التعامل معه.
وقد تطلب روسيا بيع الروبل مقابل الذهب كملجأ آمن .
ذلك سوف يقود الى ارتفاع قيمة الروبل .
من تداعيات ذلك القرار المهمة انه سوف يؤدي الى كسر هيمنة الدولار على تسعير منتجات الطاقة العالمية وهذا الأمر مزعج ومقلق للولايات المتحدة.
اوربا لايمكن لها التوقف عن استيراد الطاقة من روسيا لعدة اسباب اهمها عدم توفر بدائل جاهزة للتعويض .
حيث ان الدول المنتجة الرئيسية لاتوجد لديها طاقات فائضة كبيرة وهي ترتبط بعقود بيع طويلة مع دول اخرى.
كذلك فان اسعار الغاز الروسي تنافسية جداً وتخضع لتخفيض يتراوح بين ١٥% الى ٢٠% عن الاسعار العالمية بسبب كونها تباع بموجب عقود طويلة اضافة لكون التصدير عن طريق الانابيب اقل كلفة من الشحن عن طريق السفن المتخصصة.
وقياساً باسعار الغاز الامريكي فان الفرق كبير في الاسعار اضافة الى عدم وجود مرافق جاهزة لاستلام وتخزين وتوزيع الغاز السائل القادم عن طريق السفن.
بناء تلك المرافق يستغرق الكثير من الوقت .
اضافة الى ان تشجيع بعض الدول المنتجة للغاز على زيادة الانتاج ليس بالأمر السهل كما انه يحتاج الى وقت طويل والى استثمارات كبيرة.
روسيا تريد الحفاظ على سمعتها كمصدر موثوق للطاقة
ولاتريد استخدام الطاقة كورقة سياسية لكنها تناور في استخدامها لاحراج الغرب.
وليس من الواضح مدى الجدية من قبل روسيا في الاصرار على مطلبها ذلك. لكنه ادى الى ارتفاع اسعار الغاز والنفط اكثر وهذا يمثل معاقبة للغرب.
استخدام مصادر طاقة ذوات اسعار اعلى يعني مزيد من الارتفاع في معدلات التضخم ، وارتفاع في تكاليف الانتاج مما يعني انخفاض في تنافسية المنتجات الاوربية.