تفاجأ السيد السوداني بزيارة وفد من منظمة الصحة الأوربية الى مستشفى الحسين في محافظة السماوة ، ووبخ مستشاريه على عدم اخباره بالزيارة الموقوتة مع زمن زيارته ، كما ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه وهو يستمع الى الاعجاب الذي ابداه الوفد الصحي الاوربي بالمستشفى وخدماتها ، خصوصاً مع وصول درجة الحرارة الى منتصف المائة !
معبرين عن دهشتهم البالغة من التطور الصحي العراقي بوجود مستشفى دون تكييف المركزي، موضحين ان مستشفياتهم تعاني من مشاكل التكييف المركزي وهم بأمس الحاجة الى دراسة التجربة العراقية بنوع الرعاية الصحية النوعية والنادرة حتى في بلدانهم ، وهم ينظرون الى التجربة العراقية بعين الحسد !
فيما أوضح السوداني للوفد الاوربي ، ان إهتماام الحكومة البالغ براحة المريض في كل مستشفيات العراق من اولويات عمل حكومته ، وما شاهدوه من عدم وجود وسائل التبريد في هذا الصيف اللاهب بهذه المستشفى نتيجة منطقية لدراسات نفسية عميقة لعلماء نفس عن قدرة تحمل مرضانا لهذه المستويات من الحرارة التي تساعد في القضاء على الفايروسات الزائدة عن حاجة المريض !
وأبدى السيد السوداني إمتعاضه من سؤال للوفد ، ان كان بقية الموظفين في الدوائر الاخرى يعملون بنفس ظروف هذه المستشفى ؟ واعتبره سؤالاً لئيماً واستفزازيا ، مضيفاً ، كلا والف كلا ايها السادة ، فالوضع مختلف تماما في بقية الدوائر التي يعمل فيها الموظفون ، خصوصاً دائرة النزاهة ، في درجات حرارة مثالية تساعدهم على التركيز في كشف ملفات الفساد وملاحقة الفاسدين ، ونفض السوداني يده وهو يوجه سؤالاً للوفد الاوربي :
هل لديكم مثلما لدينا بما شاهدتموه ؟
اعتذر الوفد عما بدر منه من شكوك ، وطلب رسمياً من السوداني توئمة هذه المستشفى وغيرها في البلاد مع المستشفيات الاوربية لتكون درساً قاسيا لحكوماتهم المقصرة في خدمة مواطنيها .
وفي نهاية اللقاء طلب الوفد من السيد رئيس الوزراء السماح لهم بزيارات بقية المستشفيات في المحافظات الاخرى لينقلوا التجربة الصحية العراقية الى شعوبهم البائسة التي تعاني وعلى نطاق واسع من الامراض المزمنة !!