23 ديسمبر، 2024 6:58 ص

“اكفنا شره وارنا خير ابنته”

“اكفنا شره وارنا خير ابنته”

عجت وسائل الاعلام العربية والعالمية ووسائل التواصل الاجتماعي بزيارة الرئيس الامريكي المتنخب دونالد ترامب، وزوجته الى المملكة العربية السعودية والتي انشغل مواطنوها وطاروا فرحاً وبهجة ليس بزيارة الرئيس فحسب بل بقدوم ابنته الجميلة ” ايفانكا” معه والتي قلبت الرأي العام قبيل فوز والدها وبعدها وبات متابعوها بالملايين على صحفتها على “فيس بوك”
“Ivanka Trump”
ترامب رجل الاعمال الثري يعلم ما الذي يشغل بال العرب وهم “النساء” وخصوصاً “الجميلات ” وقد فعل ذلك وجلب ابنته وافرة الحظ والتي قد تكون قد ساهمت وبشكل كبير بابرام صفقات بين البلدين باكثر من 350 مليار دولار على مدى العشر اعوام القادمة ، وكون زوجها المستشار الاقتصادي لوالدها الثري، والذي بات تفكيره اقتصادياً قبل ان يكون سياسياً واكد ذلك قبيل توليه المنصب حيث قال وبالحرف الواحد ” دول الخليج دول ثرية وغنية، يجب اخذ اموالها مقابل توفير الحماية لها” .
كل هذا ليس مهماً بل الأهم المنقسمون بالرأي حول زيارته ، فانقسم العالم العربي لقسمين القسم الاول من الخط الموالي لايران فضلاً عن ايران نفسها، والتي عدت الزيارة استفزازية ومن اجل عمل تحالفات عسكرية “وصليبة”ضد المسلمين، في وقتٍ يحضر فيه رؤساء العالم العربي والاسلامي للقمة العربية الامريكية في الرياض لتحسين صورة المسلمين والاسلام اولاً ، ولمناقشة القضايا الهامة والحساسة التي تهم المنطقة، اما القسم الاخر فرحب وطار سعادة برؤية ابنة الرئيس والتي حصدت على التريند الاول “اعلى هاشتاك على تويتر” “بنت_ترامب” في الوطن العربي وصار معظم متابعي القمة لاجلها وبسببها ، وهي تعلم ذلك جيداً ولذلك تراها تضحك هنا وتجامل هناك وتحاول تعلم عادات بعض الدول العربية كـ ” هزة الفنجان ” .
هذه الزيارة ذكرتني وايضاً تداولها نشاط في وسائل التواصل الاجتماعي بزيارة الرئيس السابق باراك اوباما وزوجته مشيل وابنته ايضاً والتي لم تفعل الضجة المعمولة الان ، والتي حدث بعدها دمار وخراب في معظم الدول العربية ، وقبلها زيارة الرئيس الاسبق بوش وحدث بعدها احتلال العراق مباشرة من قبل دولة نفس الرئيس والدول المتحالفة معه ، فما الذي ستجنيه هذه الزيارة وما سيحدث بعدها !
المتابع للشأن العربي والعالمي يرى انفتاحاً امريكياً على دول المنطقة يقابله رفض للممارسات الايرانية في المنطقة والتي باتت معروفة للجميع وتدمرت معظم البلدان العربية نتيجة تدخلاتها بحسب المشاركين بالقمة العربية الامريكية والذين ابدوا وبشكل واضح انزعاجهم من الممارسات الايرانية والتي وصفها وزير الدفاع السعودي بانها “لاتطاق ” ويجب وضع حدٍ لها والتي اكدها الرئيس ترامب في كلمته أمام قادة وممثلين عن 55 دولة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وداعياً الى العمل بشكل مشترك على عزل إيران ووضع “حزب الله” في قائمة الإرهاب.
وحمل السلطات الإيرانية المسؤولية عن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها، قائلا: “إن إيران تدرب وتسلح الميليشيات في المنطقة وكانت لعقود ترفع شعارات الموت للولايات المتحدة وإسرائيل وتتدخل في سوريا”.
واعتبر ترامب أن النظام الإيراني هو الممول الأساسي للإرهاب الدولي، مشيرا إلى أنه “يغذي الكراهية” في منطقة الشرق الأوسط كلها، ولا سيما في سوريا.
وشدد أن “جميع الدول والشعوب يجب عليها أن تبذل جهودا مشتركة من أجل عزل إيران حتى أن يعرب نظامها عن عزمها ليصبح شريكا في إحلال السلام”.
ايران من جانبها هاجمت وعلى لسان وزير خارجيتها جواد ظريف : “هل هذه سياسة خارجية أم حلب 480 مليار دولار من السعودية؟”.
الرابح الاهم من هذه الزيارة بالدرجة الاساس برايي الشخصي هو الرئيس ترامب والذي حاز على ترحيب قد لا يشهده في دول الغرب اولاً وعلى ما حاز عليه من عقود وتحسين صورة بلاده امام الدول العربية والاسلامية والتي كانت مشوشة بعض الشيء، وبالمقابل السعودية استطاعت ولو بشكل بسيط تحسين صورة المسلمين امام ترامب والذي كان يحمل صورة سيئة عن المسلمين ،وتوعدهم قبيل توليه المنصب ، والمسالة الاخرى التوقيع على عقود “مليارية” من شانها تطوير اقتصاد السعودية – امريكا.