تنتشر معالم حضارة بلدي العراق بلاد الرافدين في كل مكان لتحكي قصة شعب عريق مبدع عمره أكثر من ثمانية ألاف سنة كان ولا يزال يثير في النفس اعتزازاً ومباهاة واعتلاء لناصية الفخر عبر ما تحقق ضمن مسيرة حضارات متعاقبة حتى وصفه احد العلماء بأنه قطعة من التاريخ والحضارة والإنسانية لكن ما يثار عنه اليوم من كلام لا يتحمله أي إنسان في هذا العالم , وحكاية أهل هذا البلد مع القادة السياسيين الجدد في العراق اليوم أشبه بالنكتة الغير مضحكة وهذه النكتة ليست الأولى ولا الأخيرة وهي تضاف إلى سجل النكات غير المفهومة على ساحتنا العراقية ، مثل نكات القوائم المغلقة والمفتوحة والمقاعد التعويضية للانتخابات البرلمانية المقبلة ورواتب وامتيازات أعضاء البرلمان جل ان يعود نفس الوجوه إلى قبة البرلمان من وهي تضاف إلى أجندة نكات التحرير والحرية والتزوير والديمقراطية والدستور والصحافة الحرة والانتخابات والنزاهة والمال العام والأصابع البنفسجية والشفافية ومنظمات المجتمع المدني والمصالحة الوطنية والعراق الموحد ومفوضية الانتخابات ومعاهدة وثيقة الشرف والحكومة المركزية والحكومة الاتحادية وقانون الصحافيين وقوانين أخرى لم ترى النور بعد مثل قانون القوانين تقاعد الموظفين المساكين في العراق القديم والجديد . ولأنني سأختصر الطريق لأن لا وقت للكثير من العراقيين اليوم لقراءة التفاصيل لانشغالهم بالركض وراء الوقود وأزمة الكهرباء وأزمة الماء وحر الصيف وبرد الشتاء والبحث عن العمل الشريف ولقمة العيش والاختباء خوفاً من رصاصات كاتمة الصوت الرسمية والغير رسمية بسب أزمة وتأزم رؤساء الكتل السياسية من اجل السيطرة على مقاليد الحكم الجديد والقصد معلوم للعلن لان العراقيين اكتملت لهم الصورة في الداخل والخارج وفي الوسط والجنوب و حتى شمالنا العزيز الذي انظم أخيرا إلى قائمة العنف وعدم الأمان بعد تفجيرات اربيل الأخيرة والأيام المقبلة سنرى الاسوء , كان يا مكان في قديم الزمان بلد عظيم كبير جميل ، حار جاف صيفاً وبارد ممطر شتاءً ، يجري في وسطه نهران خالدان ( دجلة والفرات ) يملك أكثر من ثلاثين مليون نخلة ، حاول المعتدون ولآلاف السنين أن ينالوا منه أو يحتلوه أو يدمروه أو يحرقوه من الفرس والبيزنطيين والأتراك والتتار والمغول والخونة لكنهم لم يفلحوا وانهزموا وانسحقوا ، فأبناء العراق سالت دماؤهم كدجلة وضحوا مثل الفرات وهو يخترق الصحراء العظيمة ليسقي أهلها خيراً . وتستمر النكتة ،وفي يوم من الأيام احتل الهنود الحمر ونخاسيون ومرتزقة صفر ارض العراق العظيم ، ونصب هؤلاء مجلساً للتشاور معهم من السياسيين الجدد يمثلون الكتل العراقية ( اكرر أنها نكتة ) هذا المجلس وافق بالإجماع على توحيد العراق أكثر وضمه أكثر وشد أزره أكثر فاتخذوا قراراً بالموافقة على مشروع التقسيم وحسب خطة مؤتمر لندن سئ الصيت وهي ببساطة : إقليم الجنوب وعاصمته محلة الحيانية في البصرة وإقليم الوسط وعاصمته دهينة أبو علي في النجف الأشراف وإقليم الشمال وعاصمته فندق سرجنار وبضعة محافظات لا مركزية وعاصمة اتحادية أعتقد أن اسمها بغداد تتفرع منها أقاليم عدة ، إقليم الرصافة وعاصمته سوق مريدي وإقليم الكرخ وعاصمته مرطبات الرواد وإقليم شمال بغداد وعاصمته معمل الحصو واقليم جنوب بغداد وعاصمته معمل المشن ! العراق الخالد الموحد العظيم وأهله الشرفاء ، أهله الأتقياء الأنقياء كلهم ، الشيعة أولاً وأنا سني ، الشيعة أولاً وأقسم بالله العلي العظيم أنهم أول من سيتصدى لهذه النكتة لأن حلم توزيع الحصص النفطية نهب وتبخر ولم يبق من نفطنا غير الاحتياطي القريب من إيران ، والسنة أكرر السنة الّذين بدأ الحلم الضبابي يراود بعض من توهم أنه صار قائداً لهم فسيقاتلون ويَقتلون ويُقتلون وبكل ما يملكون كل المتفدرلين ، فالاحتلال سواء كان أمريكي أو إيراني يلملم أذيال الخيبة وأبواقه تنادي بالانسحاب الفوري من العراق عاجلاً أم أجلاً بعد فشل أكاذيب العولمة والفوضى الخلاقة وأكاذيب الملفات الأمنية الكاذبة ،وأهمس بإذن المطبلين والمزمرين ممن تبوأ الفدرلة , فالمد الإيراني ألصفوي الشـــعوبي لم يوقفه السنة أو االكرد بل أوقفه أسود الجنوب والوسط من شيعة أهل البيت حين تدافعوا كالسيل العرم دفاعاً عن شرفهم وعرضهم ، تذكروا حتى وان نجحتم بخدعة تقسيم بلاد العز بلاد الرافدين أن هذه النكتة سمجة وأن مستقبلهم أغبر ومصيرهم الهزيمة .وأخيرا أحب أن اذكر الجميع بان ما يسمى بربيع العراق قادم لا محال على ارض الشرف والعز والمبادئ لان معركتنا نحن أبناء العراقيين الأصليين مع العملاء والخونة والجواسيس لم تبدأ بعد .. ولله – الآمر.