22 نوفمبر، 2024 12:57 م
Search
Close this search box.

اكذب حتى يصدقك الناخبون..!

اكذب حتى يصدقك الناخبون..!

في زمن الحرب وعولمة السياسة يصبح الصدق شيئًا ثمينًا، لا بد أن يُحاط بسياج من الأكاذيب، هذه المقولةٌ أوردها أستاذ العلوم السياسية الأمريكي “جون ميرشايمر” على لسان رئيس الوزراء البريطاني الراحل “تشرشل” في كتابه “لماذا يكذب القادة؟
وهذا ما متعارف عليه الان في الشأن السياسي، وخاصة في البلاد التي تعاني من المشاكل والمعوقات والاضطرابات المستمرة.
لقد اصبح العالم برمته عبارة عن لعبة سياسية قذرة يراد به الضحك على المجتمعات بطرق فنية حديثة تتواءم مع المناخ والظروف التي تستقر عليها اي دولة في العالم.
ولعل اغرب ما يحدث الان هو الاقتناع بتلك الظروف مهما كان الضرر فيها كبير، والسبب هو لجوء الاغلب للعيش وفق مبدأ الحصول على المكاسب الشخصية فقط، دون التفكير بالمصلحة العامة، وهذا ما متعارف عليه في بلداننا العربية ومجتمعاتها، وتجد هذا عندما يكون هناك حدث مهم فيه مستقبل البلد وخير مثال على ذلك ، هي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تحدث في العالم الغربي والعربي ، والابرز في هذا الموضوع هو التفنن الديناميكي الذي يكون من قبل الناخبين وكيفية اقناع الجمهور او المجتمع بأنهم الاداة الرئيسية لتحقيق الأهداف والاحلام والوسائل الأخرى.
وان تلك التصرفات تحدث من لدن أناس اصبحت السياسة لهم (فن)، فترى الآن في اغلب أوطاننا العربية لجوء بعض الشخصيات المتنفذة للسيطرة على مجمل النظام الانتخابي الموجود في البلد.
وللمفارقة والحديث حول الموضوع،
أثناء تواجدنا في بعض الدول العربية التي كانت فيها (انتخابات)، رأينا قطع ويافطات كبيرة تعود لشخوص عدة وعند السؤال عنهم وعن أعمالهم ومن يكونوا ، الاجابات كانت من الناس تتوحد في جملة واحدة (جميعهم مخادعون وسارقون) ، ولو غيرنا السؤال لنفس الجهات بعد اجراء عملية الانتخابات ، هل اصحاب الصور هذه خسروا الانتخابات كونهم (مخادعين وسارقين ) تأتي الاجابة كلا بل اغلبهم (ربح) المقعد واصبح في موقع القيادة والقرار.
لا تختلف مقولة “تشرشل” كثيرًا عما ذهب إليه الفيلسوف والسياسي الإيطالي “مكيافيلي” من أن “الغاية تبرر الوسيلة”، كما أنها لا تختلف عما شهده تاريخ بعض رؤساء الدول وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية من قصص الكذب، والتي بات بعضها أشهر من قصص “ألف ليلة وليلة”.
بعض تلك الأكاذيب جاء بسبب بحثهم عن كسب أصوات الناخبين من خلال التنصت على حملات منافسيهم، كما هو الحال بالنسبة للفضيحة الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية “ووتر جيت”، التي أطاحت بالرئيس الأمريكي الأسبق “ريتشارد نيكسون” من كرسي البيت الأبيض، بعدما نفى إعطاءه أوامر لعناصر أمنية باقتحام مقر “حملة اللجنة الوطنية الديمقراطية”، ومع تواصل التحقيقات تبيَّن سقوط “نيكسون” في سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب، مما اضطره إلى التنحِّي عن منصبه عام 1974..
وهذه إحدى الأمثلةفي لعبة الغرب.

وها هنا نرى حادثة جديدة في الانتخابات التي جرت في دولة سوريا ، والتي تكون اشبه بالكذبة البيضاء التي يصدقها العقل الساذج، فوز كاسح وكبير للرئيس..!! ، فلو تم التدقيق فيها ترى انها معدة بطريقة (بهلوانية) وكانت النتائج واضحة قبيل اجراء التصويت في الانتخابات..
والسبب ان الشعب اصبح مغلوب على أمره بغض النظر عن شخصية الرئيس الحالي (هل هو جيد ام لا..؟) ، ولكن المراد في هذه العملية هو قتل الإرادة الشعبية ومصادرة الحرية بطريقة توهم الفرد بأن ما يمر عليه (هو الصحيح).
العراق مقبل على انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة والهدف منها تمرير شخصيات جديدة تشارك من كان في السابق وتجعل (الارجوحة) تهتز دائما، لا استقرار ولا تقدم ولا بناء ولا أمان ولا مشاريع.. والسبب ايضا الضحك على الشعب والمجتمع، فحملات الدعاية الانتخابية المبكرة التي أطلقتها القوى السياسية، والتي نشاهدها في الواقع وعبر مواقع التواصل، هي الطامة الكبرى المتكررة التي يعيشها الشعب دائماً، فيلدغ من الجحر مرتين واكثر ويتم الضحك عليه من نفس الوجوه التي ضحكت وسلبت ونهبت وسرقت وجعلت من البلد اشبه بالنفق المظلم الذي لا يوجد فيه تقدم بل اصبح التقدم الى الوراء، والمشكلة الاكبر ان هناك جماهير لتلك الشخصيات السياسة، لاتزال تصفق وتطبل لها، ولانعلم متى سنرى النور في شعبً جديد ودولة حقيقية..!!

أحدث المقالات