بعد 22 عاماً على التغيير في بغداد يتحفنا السيد الحلبوس باكتشاف سياسي من طراز خاص فيصدمنا بحاجة البلاد الى ” وثيقة اتفاق سياسي ” وثيقة ” لايتراجع عنها أحد ” !
وغاب عن ذاكرته الوثائق والعهود السياسية التي تعهد بها لحلفائه ومنافسيه على حد سواء ثم تنصل عنها شخصياً وهو يوزع ابتسامته يميناً وشمالاً منتشياً بـ “انتصار ” التنصل على الوفاء بالعهود في أشد مراحل الحراجة السياسية في البلاد وازماتها المتوالدة بسبب سياسيين يمنحون الوعود لأقرب الحلفاء ثم يتنصلون عنها بسبب تصادمها مع المصالح الشخصية والحزبية وحتى الطائفية منها ، والأسوأ في الاخلاق السياسية خداع الآخرين بوعود تم التخطيط للتنصل منها في اللحظة المناسبة!
في ملتقى حوار بغداد الدولي كان على الحلبوسي أن يعترف ان الازمة الحقيقية في البلاد ليس في الوثائق والاتفاقات التي بللناها وشربنا ماءها ، بل في غياب الارادة السياسية لدى الطبقة السياسية الحاكمة والمتنفذة في البلاد والعائشة والمعتاشة على خطاب الخديعة بل الخدائع المتبادلة في أسوأ إداء سياسي بأخلاقيته وممارساته وخطابه ، الارادة السياسية الغائبة والغارقة في مستنقع الوثائق ونقيضها !
الحلبوسي وغيره يعرفون تماماً عبر ذكائهم الاصطناعي عدد الوثائق والاتفاقات والوعود المكتوبة بالحبر الاسود والاحمر المشفوعة بضمانات عربية واقليمية ودولية منذ 2003، التي مزقوا اوراقها وداسوها بأحذيتهم الاجنبية الغالية الثمن وتجاوزوها بعقولهم الرخيصة في مشهد خداع مخز لأنفسهم وللجمهور الذي كان يرى فيهم مخرجا للازمات فوجدهم نكاثين للوعود والعهود والوثائق التي اقسموا على الالتزام بها !
فعن أي وثائق يحدثنا عنها السيد الحلبوسي لايتراجع عنها أحد ؟
