مما لاشك فيه ان اقليم كوردستان في الوقت الحالي يعاني من ثلاث ازمات رئيسة و معقدة لا يمكن استمرارها لما لها من تداعيات خطيرة على مستقبل العملية السياسية في الاقليم.
الازمة الاولى هي الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي ، اذ أن هناك اكثر من الف كيلومتر هي خط مواجهة مع هذا التنظيم المجرم ولا يفوت يوم من دون حدوث معارك او مناوشات مع مسلحي التنظيم المذكور ولا تزال هناك بعض المناطق والقرى الكوردستانية خارج الاقليم تحت سيطرة ذلك التنظيم الارهابي ، فضلا عن هدر امكانيات مالية وطاقات عسكرية كبيرة في هذه الحرب المفروضة في ظل عدم وجود استراتيجية دولية واضحة وشفافة لمكافحة التنظيم على الرغم من وجود تحالف غربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لمكافحة الارهاب في سوريا والعراق منذ ما يقرب من سنة.

الازمة الثانية ،هي الازمة المالية الحادة التي يعاني منها اقليم كوردستان ، اذ قطعت الحكومة الاتحادية ميزانية الاقليم خاصة رواتب الموظفين منذ بداية العام الماضي 2014 فضلا عن الانخفاض الحاد في اسعار النفط في الاسواق العالمية ناهيك عن المشاكل التي تعترض بيع وتصدير النفط الكوردستاني ، على اساس أن الاقليم جزء من العراق الاتحادي ولذلك تخشى الكثير من الدول والشركات التعامل معه خوفا على مصالحها الاقتصادية والسياسية في العراق ، فضلا على وجود ما يقرب من مليوني نازح سوري وعراقي من مختلف مناطق العراق اصبحوا عبئا اضافيا على الحكومة، ما تسببت في تأخير رواتب الموظفين و ايجاد حالة من الغضب والاستياء

بين مواطني الاقليم خاصة شريحة الموظفين والمتقاعدين لعدم تمكنهم من تأمين نفقات الحياة التي اخذت ترتفع وتيرتها خاصة خلال العامين الماضيين.