19 ديسمبر، 2024 12:42 ص

في مقال قديم لي قلت ان (الكاولية) ليست انتماء فقط بل هي سلوك فهناك من هو بعيد عنهم بالمرة..بل وقد يكون رجل دين  ولكنه يسلك سلوكهم ..نفس الامر ينطبق على الطائفية في انها سلوك وليس انتماء فقط
فمهما حاول الطائفي ان يخفي طائفيته فأنها ستظهر لا محالة هنا او هناك …تظهر في المواقف بالتأكيد ولكنها لا تظهر الا نادرا في الخطابات والحوارات والبرامج السياسية المكتوبة ،وألا ما تفسير ان يكون كل سنة العراق مع عاصفة الحزم وكل شيعة العراق ضدها
مع العرض ان معظم السنة والشيعة لا يفهمون موضوع الحوثيين ومطالبهم ولأي سبب تمردوا وما هي القضية اليمنية اصلا وما هي اتجاهات الرئيس عبد ربه …المهم ان ايران وقفت مع او ضد الجهة الفلانية او تلك …ونفس الامر جرى مع الموقف من احداث سوريا حيث تدرج الامر من المطالبة باحالة الرئيس الاسد الى محكمة دولية الى ما نراه اليوم حيث ان ملايين السنة الذين كانو في سورية يوم قال الاسد ((العرب ضيوف سوريا والعراقيين منهم ضيوفي)) انقلبوا ضدها ، وملايين الشيعة انقلبوا اليوم مع سوريا بل وباتوا يقاتلون ويتقبلون التضحية لكي لا يسقط الرئيس الاسد
الطائفية ايها الاخوة تعمي البصر والبصيرة وتحول الانسان الى روبوت مدمر للأوطان وأن لم يكن الامر كما قلنا فليفسر لي احد الأخوة لأي سبب تحصل كل هذه الحشود المتخندقة دون تناسق ولا انسجام…اصطفافات عجيبة غريبة (شي ميشبه شي) كلها تحمل اسماءا غريبة عن الواقع (التحالف الدولي ضد الارهاب) (التحالف العربي ضد ايران) (التحالف الاسلامي ضد مجهول )..(الخلية الرباعية روسيا ايران سوريا لبنان)  طيب كيف يمكن ان يصطف كل سنة العراق مع اي تحالف ضد ايران بينما شيعة العراق يتمترسون ضده؟؟ هل توجد كلمة جفرية تطلق في الهواء فتصطف الروبوتات في الامكنة المعدة لها ام ان هناك فيروسات سنية وشيعية تصيب اهلها؟؟؟اليس امرا غريبا ان رئيس وزراء سابق كالجعفري البريطاني الجنسية يلقي كلمة عصماء وقوفا تحت قبة البرلمان لمناصرة(العرب) المتظاهرين في البحرين بينما متظاهرنا الشحماني صفى عليه الماء
الطائفية كالكائن الحي ينمو في ظروف ويتفرعن في ظروف ويصبح صاحب القول الفصل في مناخ آخر ويذوي في ضروف تعزز الحس بالانتماء للوطن اما في حالة الوعي بدولة المواطنة الدولة المدنية فما على الطائفية الا ان تؤد التحية العسكرية لتلك الدولة وترحل الى الابد غير مأسوف على قذارتها وحقارة دعاتها.
لكي يستمر الكائن عليه الاستمرار في النمو والتجدد حسب نظرية ابن خلدون …والطائفية ظلت تنموا كفكرة داخل ايران لقرون خمس وكانت خيارا فارسيا للوقوف بوجه المد العثماني المغلف بالدين ولما استقر الحكم للمؤسسة الدينية صار التشيع –في الرؤية الفارسية- ولاية فقيه وتصدير ثورة …
جاء الاحتلال والذي من شروره قيام النفوذ الايراني في العراق ..وهنا بدأ الاقليم الطائفي العراق وأيران ..والطائفية ستموت دون طرف مضاد كون الاستراتيجية..اية استراتيجية لا تأتي من فراغ بل تبنى لمواجهة استراتيجية مضادة..وكان على المالكي ان ينفذ الاجندة المتمثلة باحتقار السنة(عسكر يزيد) والفقاعة النتنة ويرتكب المجازر هنا وهناك فيهرول السنة الى تركيا والخليج فيتاسس الاقليم السني فتطفر ايران الى باب المندب ليصفق الشيعة فتتصدى عاصفة الحزم ليصفق السنة                                                                           لو توقف الامر عند حدود الاقاليم لكنا قلنا آمنا لكن الامر لا بد ان يطبع العالم بحروفه فتدخل روسيا وقد تلحقها الصين بحيث يكون العراق باتفاقية اطار استراتيجي مع واشنطن ويتحالف مع  روسيا …امريكا اصبحت (كخ) اليوم لشيعة السلطة وميليشيات ايران بحيث يرفضون دخول 200 جندي خاص ..اما سنة السلطة  فلا يهم من يدخل العراق.. المهم ان لا يقعوا تحت حكم الميليشيات..اصبح الموضوع اذا عولمة شيعية سنية وقودها شيعة العراق وسنته يقودها شيعة السلطة وسنتها وتخطط لها ايران