14 يوليو، 2025 10:03 ص

الذكاء الإصطناعي شل الأقلام , وانتهك حرمة الكتابة , وأضحى سلطان كل سؤال , ويمكنه أن يكتب لك ما تشاء , فاسأل والذكاء الإصطناعي يجيب , واطلب منه ما تريد وسيأتيه بآخر ما يفيد.

فهل بقي للكتابة معنى؟

وهل قتلت الصورة الكلمة؟

“شبيك لبيك آني أمري بين إيديك” , خرج الجان من القمقم  , وما عاد أمامه ما يعيق أو ما يسمى بالمستحيل , فهو الذي يستحضر لك أفكار الآخرين والأولين في رمشة عين.

فما عليك إلا أن تقول:”إفتح يا سمسم” , وسيخرج المارد من بطن الشاشة الصعيرة , وبما تريد يدمدم , ويبسط رؤاه , ويستحضر الأفكار والأشعار , فما بقي للذاكرة معنى , ولا للمعرفة قيمة , فالذكاء الإصطناعي قاهر الأمية بضربته القاضية , فلا تذكروا الأمية بعد اليوم , إذ محاها من الأرض , كما تم محو الجدري والطاعون.

لا تستغربون من القول بأنه جني الوعي والإدراك , وقاهر الجهل ومحطم أغلال أدري , فالمعرفة أصبحت بفضله , متوفرة أكثر من الماء والهواء !!

فاقرأوا الفاتحة على أرواح الأقلام , وأدفنوا ما كتبتم وتكتبون في تراب النسيان , ففجر الإنسانية الجديد , شاشات ملونة وأصوات عديدة , تجيد الثريد حول صحون الويلات الخلاقة!!

الكُتاب بأنواعهم أصيبوا بالسكتة الإبداعية , وما عاد للكتابة طعم ولون ورائحة , ومتعة ورغبة عطاء , فلن تأتي الأقلام بجديد , فالكنز الأكبر في جعبة الذكاء الإصطناعي الذي سيأتينا بالمزيد.

كتاباتٌ على وجه المياه

مضمخةٌ بأوجاعٍ وآهِ

سراباتٌ بها الأيام حارت

تطاردها عقابيل المتاه

مكوثٌ بين أوراقٍ وسطرٍ

وتعبيرٌ عن الطلب المباهي

أحدث المقالات

أحدث المقالات