23 ديسمبر، 2024 10:20 ص

اقصاء بهاء الأعرجي ومجموعته من قيادة كتلة الأحرار عكس الجوهر الحقيقي لقرار مقتدى الصدر باعتزال العمل السياسي

اقصاء بهاء الأعرجي ومجموعته من قيادة كتلة الأحرار عكس الجوهر الحقيقي لقرار مقتدى الصدر باعتزال العمل السياسي

لا زالت الهزّات الارتدادية تتوالى بعد الهزّة الأكبر والأعنف المتمّثلة بالقرار المفاجئ الذي أعلنه زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر باعتزاله العمل السياسي , فأول هذه الهزّات الارتدادية تمّثلت بتشكيل مجلس الأمناء المكوّن من ستة أشخاص والذي عهدت إليه مهمة رسم سياسات كتلة الأحرار وتحديد مسارات عملها للفترة المقبلة , والهزّة الارتدادية الثانية الأقوى هي أقصاء رئيس الكتلة بهاء الأعرجي ومجموعته , المتّهمين بالفساد الذي أشار إليه السيد مقتدى الصدر في بيان الاعتزال , فبيان الاعتزال قد جاء صريحا في إنقاذ سمعة آل الصدر وإنهاء كل شكل من أشكال المفاسد التي وقعت تحت أسم هذه العائلة وعنوان مكتب السيد الشهيد الثاني في داخل وخارج العراق , والتي أصبحت بدورها سببا من أسباب معاناة الشعب العراقي .

فقرار إقصاء بهاء الأعرجي ومجموعته واختيار النائب مشرق ناجي لرئاسة كتلة الأحرار قد عكس الجوهر الحقيقي لقرار السيد مقتدى الصدر باعتزال العمل السياسي , وقد حاول الكثير طمس هذه الحقائق وتصوير قرار السيد مقتدى بأنه انعكاس للوضع السياسي والأمني المتدهور وفشل الحكومة ومجلس النوّاب في تقديم الخدمات للناس ورعاية مصالح الشعب , وهذا الرأي يتبنّاه تحديدا بهاء الأعرجي ومجموعته من أجل صرف أنظار الشعب العراقي عامة و أنصار التيّار الصدري خاصة عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء قرار الاعتزال .

فالفساد الذي أطال القيادات السياسية لهذا التيّار هو السبب الأول والأخير , وهو الذي دفع السيد مقتدى الصدر أن ينأى بسمعته وسمعة عائلته بعد أن تكشّفت له من أسرار هذا الفساد ما يشيب له الطفل الرضيع , وكل هذا الفساد يجري تحت عباءة آل الصدر ومكتب الشهيد الثاني , والحديث عن هذا الأمر لم يعد استنتاجا أو تكهنا , بل نحن امام وقائع وقرارات سياسية أصبحت موضع التنفيذ , ولعبة الاختباء وراء شعارات الولاء لآل الصدر لم تعد مجدية وباتت مضحكة وسخيفة ولا تنطلي على الطفل .

فإذا كان السيد مقتدى الصدر قد انخدع بهذا الولاء الكاذب والمزيّف في بداية الأمر بحكم قلة تجربته بالسياسة و دهاليزها , فهذا لا يعني أنّه سيبقى أسير هذا الولاء المزيّف , ولا بدّ له أن يصحو يوما و يفيق من غفلته وينتفض على هؤلاء الفاسدين والمخادعين الذين رفعوا راية الولاء لآل الصدر كذبا ونفاقا , وها هو مقتدى الصدر يعلن البراءة منهم جميعا وينأى بسمعته وسمعة عائلته , ولو كان فساد الحكومة ومجلس النوّاب هو السبب , لما قررّ الانسحاب من العمل السياسي , بل لكان هذا دافعا قويا له بالاستمرار بالعمل السياسي و التصدي لكل اشكال الفساد , فالخفايا والأسرار التي كانت مخبّئة بدأت تتكشّف شيئا فشيئا مع قرار إقصاء بهاء الأعرجي .

وبخصوص دعوات بعض الساسيين و وسائل الإعلام له بالتراجع عن قراره والعودة للعمل السياسي , فهي دعوات سياسية تنطلق من أهمية مقتدى الصدر في ترجيح كفة المعارضين لمساعي رئيس الوزراء نوري المالكي من توّليه الولاية الثالثة , فقرار مقتدى الصدر المفاجئ بالاعتزال قد أضعف كثيرا شعار يا أعداء المالكي اتحدوا .