22 ديسمبر، 2024 11:14 م

اقرار العقلاء على انفسهم حجة

اقرار العقلاء على انفسهم حجة

في المناظرات دائما من يستشهد بما لدى الطرف الاخر عليه تكون حجته اقوى ، وكتب المناظرات التي الفت في هذا المجال كثيرة جدا ، لناخذ على سبيل المثال كتاب المراجعات فان السيد عبد الحسين شرف الدين ( 1290 ـ 1377) كانت اجاباته على شيخ الازهر سليم البشري ( 1248ـ1335) من صلب مصادرهم المعتمدة واحدث هزة عنيفة في وقتها ولا زال .

حادثة فاطمة الزهراء عليها السلام التي كثر الجدل عليها وحاول البعض انكارها لكن عندما تكون موثقة في مصادر القوم تصبح حجة وما ذكره البخاري من موقف الزهراء عليها السلام عندما حضرتها الوفاة دليل على حدوث الاحداث .

نحن الان في هذا العصر نعيش كثير من الازمات لاسيما استهداف الدول الاسلامية بالذات من قبل الغرب ولان السياسة ليس لها ضوابط او محرمات فانها لا تتورع من القيام باخس الاعمال ، ولكن ابشعها هو النفاق السياسي والنفاق هو اظهار الحسن واخفاء القبيح ،فمن يكشف القبيح ؟

 العالم الغربي قطع شوطا طويلا في تقدمه العلمي لا سيما صناعة الاسلحة وتقنية التكنلوجيا والالكترونيات ، كل مواقع التواصل الاجتماعي والاقمار الصناعية هي بادارتهم ، لذا عندما تحدث اعمالا ارهابية يصعب على الدول الاسلامية ان تصل الى حقيقة الفاعل ولكنها قد تكون في بعض الاحيان شاهد عيان على اجرامهم الا ان العالم قد اقتنع بان المسلمين يكرهون الغرب ، ولكن عندما تكون هنالك كتابات ووثائق واعترافات من ابناء بلدتهم وممن كانوا معهم فهنا يكون اقرار العقلاء على انفسهم جائز .

واسوة بكتاب المراجعات لابد للقارئ المسلم ان يطلع على ما تصدر من كتب تعترف بان اسيادهم مجرمون وارهابيون ، والكتب كثيرة منها مثلا اوكار الشر ، تعتيم ، نهاية العراق ، ضريبة الدم ، زمن المحارب ، وشبكات المكر .

شبكات المكر ـ الدور البريطاني في العالم ـ تاليف مارك كورتس صحفي واكاديمي ومفكر بريطاني ، هذا الكتاب من ترجمة نور علاء الدين ، لم تذكر الجهة التي اصدرته وان كنت اعرفها ، لكن ما اود ان اعقب عليه ان هكذا كتب تتم ترجمتها واصدارها هي من افضل الخطوات التي تظهر الحقائق لمن تستغفله بريطانيا وامريكا ومن على شاكلتهم وللعلم نفس الجهة لها عدة اصدارات لا تقل روعة عن هذا الكتاب .

في هذا الكتاب يستشهد المؤلف بالوثائق البريطانية وبالصحف البريطانية الموالية للحكومة ، وبشهود عيان كانوا في صلب الحدث ويعتبر روبرت فيسك الصحفي البريطاني من افضل الصحفيين المنصفين الذي ينقل الحدث كما هو لا سيما جرائم توني بلير في العراق .

هنالك محطات كارثية تطرق لها المؤلف ليظهر الدور البريطاني في التامر على الاسلام والمسلمين ، لا يمكن ان نعلمها لولا هكذا كتب تظهر للعلن .

ويبقى السؤال عندما تظهر هكذا كتب تكشف حقائق هي ادلة دامغة على اجرام تلك الحكومات ماهو دور الحكومات الاسلامية المتضررة منها في اتخاذ اجراءات لاسترداد حقوقها ؟ ظاهرا لا دور لها ولكن اضعف الايمان لابد من التكثيف الاعلامي لهكذا كتب سواء بالنشر او الحديث عنها عبر الوسائل الاعلامية لكي يطلع عليها الراي العام .

نحن الان في بعض الاحيان تصادفنا ثقافات وخيانات تنال من اسلامنا بل هنالك من يفقد ثقته في بلده وديانته بسبب ما تكونت في عقليته من صورة رسمها الغرب عبر وسائلهم الاعلامية في عقله ، هنا ياتي دور المتصدين لوسائل الاعلام او المناصب العليا في وضع برنامج تثقيفي يستدل على ما تقوم به الدول المستعمرة في بلادنا ، نعم هنالك وثائق عندما تمر عليها اكثر من ثلاثين سنة يتم رفع سريتها والكشف عنها ، لكن هنالك اعترافات لمن شارك بجرائمهم واعترف عليهم .

الاسلوب الناجح في عرض اعترافاتهم على انفسهم هو اعادة المشهد الذي حدث وكشف الضبابية عنه وتصحيح الصورة لمن كان يعتقد خطأ

هنالك مجازر وابادات قامت بها دول الغرب المستعمرة بحق العرب تحاول في بعض الاحيان نكرانها لكن الحقيقة تبقى حقيقة ، في نفس الوقت مثلا عرض مثل هذه المجازر لو وقعت في الاسلام كيف يتعامل معها الاسلام وشاهدنا المجزرة التي احدثها خالد بن وليد ببني خزيمة فلما انتهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه وآله رفع يديه ثم قال: ” اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ” ثم أرسل عليا عليه السلام ومعه مال، وأمره أن ينظر في أمرهم فودى لهم النساء والأموال حتى أنه ليدي ميلغة الكلب، ففضل معه من المال فضلة فقال لهم علي عليه السلام: هل بقي لكم مال أو دم لم يؤد؟ قالوا: لا، قال: إني أعطيكم هذه البقية احتياطا لرسول الله صلى الله عليه وآله، ففعل ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره فقال:

أصبت وأحسنت

الاسلام هكذا يتعامل مع البشر بينما نجد العكس عند الدول الغربية وباعترافهم بمجازرهم .