18 ديسمبر، 2024 10:07 م

اقتلوا المرجعية بعادل عبد المهدي

اقتلوا المرجعية بعادل عبد المهدي

تشكل المرجعية الدينية خطر كبيراً على الاحزاب السياسية الفاسدة، فيهاجمونها بين فترة واخرى، مرة بالمباشر عن طريق ادواتهم الوهمية، واخى بغير المباشر عن طريق اسماء معروفة، فتارة يهاجمون طلبة الحوزة العلمية، وتارة اخرى يهاجمون وكلائها، من خلال دس الاكاذيب والافتراءات عليهم، وتقولهم عليها بما لم تقله، كل ذلك من اجل اضعافها واضعاف كلمتها، بهدف ابعاد الشارع العراقي عنها.

من يعرف حزب الدعوة جيداً، يعرف ماهية علاقتهم بالمرجعية الدينية، ويعرف مدى طاعتهم لها والامتثال لأوامرها ونواهيها، يحاولون استغلال اسمها لتحقيق رغباتهم وتطلعاتهم، التي لا تنتهي عند حد معين من اجل السلطة، للسيطرة الكاملة على البلد، لأنهم في حقيقة الامر لا يطيعونها ولا يعترفون بها اطلاقاً، وكل ما يتحدثون به ما هو الا اكاذيب، الغاية منها كسب الشارع, والتأثير عليه باسم المرجعية.

منذ فترة والمأجور (علي سنبه) الذي يسمي نفسه بـ (سليم الحسني) يحاول جاهداً التدليس على الناس في كتاباته، حيث ابتدأ مشروعه بالتحدث عن المرجعية، وكأنه مدافعاً عنها بكتابات مبطنة، لكن في الواقع يهاجمها هجوماً غير مباشر, من خلال التشكيك بها وبكلامها، وتقويلها مالم تقله وتتحدث به اطلاقاً، المتابع لها عن كثب يعرف جيداً ان كل ما لدى المرجعية يطرح من على منبر صلاة الجمعة، عن طريق احد وكلائها المعتمدين، ويبقى كل ما يقال هو كلام غير دقيقة ومشكوك في صحته.

تداولت الوسائل الاعلامية خبراً مفاده “أن المرجعية التقت بالسيد (عادل عبد المهدي)، وتباحثت معه تشكيل الحكومة القادمة”، فكانت اول دعاية اطلقت ان الاخير التقى بنجل المرجعية، انتظروا تلك الدعاية حتى انتشر ويتداولها الناس، ليطلقوا اخرى ان المرجع الاعلى التقى به شخصياً وتبحثا معاً امر الحكومة القادمة، وان عبد المهدي هو مرشحها الوحيد, وتدعمه لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء، رسخوا تلك الاخبار الكاذبة في اذهان الشارع العراقي، وتداولها الناس بأريحية تامة، حتى اصبح عبد المهدي مرشح المرجعية امراً مسلماً به.

لم يتوقف الحسني عند هذا الحد، فأخذ يتهم عبد المهدي بأنه مرشح الامريكان، بدعم من (هادي العامري) و (مقتدى الصدر)، كما فعل ذلك الامر مع العامري، عندما اراد الدخول في محور سائرون، واتهمه بلقاءات سرية مع معهم، مع العلم الكل يعرف ولائه لمن، ما ان انتهى من العامري ليعلن هجومه ضد (حيدر العبادي) بنفس الاسلوب وذات الاتهامات، بعد ما نجح الحسني في اقناع الناس ان عبد المهدي مرشح المرجعية، اخذ يتهمه بالولاء لأمريكا, وانه مرشحهم الجديد لتولي الحكومة، وهي محاولة اتهام مبطنة للمرجعية، مسايرتها لرغبات امريكا، وهذا من اخطر الاتهامات التي توجه للمرجعية الدينية في العراق.

الحسني الاعلامي المأجور، لم يكتفي بالاتهامات التي وجهها لعبد المهدي، حتى بدأ يهاجم السيد (محمد رضا السيستاني) نجل المرجع الاعلى، ويتهمه بمخالفته لرأي السيد المرجع، وانه يتصرف من ذاته, وذهب الى ابعد من هذا حتى اخذ يتحدث عن ضغوط امريكية على مكتب (السيد السيستاني)، من اجل لتولي عبد المهدي السلطة، بجانب ضغوط من قبل العامري والصدر، وكأنه يصور ان المرجعية لا قرار لها، وان كلمتها اسيرة الاحزاب والمسؤولين الامريكان.

لم نشاهد من قبل خسة ونذالة كالتي عند (سليم الحسني)، بوق حزب الدعوة، كل هذا بسبب ابعادهم عن السلطة، كي

يهاجمون المرجعية في قادم الايام علناً، ويتهمونها جزافا وبهتاناً، ويحملوها فشل البرلمان والحكومة في ادارة الدولة مستقبلاً، ويلقون باللائمة عليها، ليضعفوا كلمتها, فينجحون في عزل الشارع عنها، وهذا اهم امنياتهم.

على الشارع العراقي ان يدرك ذلك الامر جيداً، وان يعطي المرجعية حجمها الحقيقي, وان يحترموا كلمتها ورؤيتها، لأنها ليس لها مصالح مع ايً شخص، سياسي كان او مواطن عادي، همها الاول والاخير ان تستقر اوضاع البلد، وان يعيش المواطن العراقي حاله حال باقي المواطنين في بلدان العالم.