رجل تزوج فتاة, وفي صباح اليوم الثاني سمعت زغزغة العصافير في الحديقة, وعندما نظرت من الشباك وجدت شجرة وعليها عصافير تغرد, فطلبت من زوجها أن يقتلع تلك الشجرة
عندما سألها زوجها عن السبب, أجابت أن العصافير تقف عليها, عندما تخرج إلى الحديقة وشعرها مكشوف, ربما تكون العصافير موجودة دون علمها, فترى شعرها وهذا حرام أو هي تستحرم ذلك.
بادر الزوج على الفور لاقتلاع الشجرة, وهو فرح جدا, لان زوجته بهذا الالتزام الديني, وهذه العفة التي قل نظيرها, فنسي ظل الشجرة والثمر الذي كانت تعطيه إلية طوال تلك السنين الماضية, من اجل شيء اكبر وأسمى, أسمة العفة والشرف.
لكن المفاجأة بعد فترة من الزواج دخل على زوجته ووجد شخص أخر معها في الفراش, خاف الشخص الموجود معها أما هي لم تهتز لها شعرة, ووضعت يدها على قلب صاحبها, وقالت اصبر وانظر.
سألت زوجها مابك؟
ضحكت وقالت أنه ملك يأتي للصالحات, الم تقرأ القرآن وسورة مريم!
قال بلى
قالت انأ مثلها
ومنذ ذلك اليوم رجل يدخل وأخر يخرج, والزوج المغفل مستبشر خيرا, وينتظر “يسوعه” يولد.
سألها صديقها من أين هذه الثقة ورباطة الجأش؟
قالت اختبرت زوجي في اليوم الأول بالشجرة, فوجدته جاهل, عرفت حينها أن كل شيء يمر عليه ببساطة دون أن يسأل حتى.
اليوم كتلتي القانون والفتح, يتوافدون بكل صلافة على كردستان ويأخذان مباركة السيد مسعود برزاني في تشكيل الحكومة, بعدما سوقوا للشعب أنه فاسد وعميل, بل خائن ويعود سبب تسليم الموصل لداعش إلى تواطئه مع إسرائيل, وأي شخص يتقرب منه يكون خائن للبلاد, ويجب أن يصلب أو يقطع أرباً أربا.
المشكلة ليست في تلون هولاء وكذبهم, لكنها في الشعب المسكين صدق هذا الكلام واخذ يطبل به, ويروج له ويدافع عنه بضراوة, لكن ليس على الجميع فقد استثنى من ذلك من وقع اتفاقية اربيل المشؤومة.
ربما يكون اختبار الشعب من الحكومة بعودة بعض المطلوبين للسلطة باستثناءات وشمولهم بعفو خاص, يشبه كثيراً اختبار عاهرتنا لزوجها وحرمتها من العصفور, هو من جعل هولاء لا يحسبون للشعب حساب, ويجعلهم متأكدين أن الشعب سيبرر لهم تصرفاتهم, مهما كانت وكيفما تكون.
ولا نعلم هل سيصدق الشعب أعذار هولاء, وينتظر تشكيل حكومة وطنية من قبلهم, كما صاحبنا الذي ينتظر لقيطا أن يكون نبياً, أم يقولون كفى, لم تعد تنطلي علينا ألاعيبكم؟