18 ديسمبر، 2024 10:53 م

اقتصاد العراق ..وخطة عبد المهدي

اقتصاد العراق ..وخطة عبد المهدي

يبدو ان خطة السيد عادل عبد المهدي هي ضخ الاموال في السوق وزيادة القدرة الشرائية للفرد على امل تنشيط مخرجات تنشيط الثروة وبالتالي ان ينعكس ايجابا على الوضع المعيشي والرفاهية لدى المواطن ..
زيادة الرواتب وشمول فئات برواتب جديدة وايضا توسيع فئات القروض وزيادة الفئات المستفيدة منها ,هي من الاجراءات الايجابية في هذا الاتجاه.
ويبدو لي ايضا ان السيد عبد المهدي ( يفترض ) ان المواطن يمتلك المهارات في مجال التشغيل والاستثمار وانه سيوظف الاموال المضافة في مشاريع صغيرة , عبر المدخول الاضافي او من خلال القروض وفي النهاية سيسهم المواطن في تفعيل حركة القطاع الخاص وتعظيم الاستثمار في المشروعات الصغيرة التي تنعش الحياة اليومية وتطور من مظاهر رفاهية الفرد وايضا تحسن من نمط معيشته ومن مظهر المدينة .
وكمثال :: ان ابسط ما يطمح اليه اي مسؤول هو ان يساهم المواطن بحل ازمة السكن عبر توظيف الاموال والقروض في تشييد المساكن وهو بذلك يرفع جزءا من العبئ الثقيل على الحكومة , مع العلم ان راس مال القطاع الخاص العراقي هو الاكثر خوفا وترددا على مدى التاريخ الحديث وبالتالي هو يستثمر في السوق العقارية الذي هو الاكثر امانا في اي مكان في العالم ..
خطة السيد عبد المهدي شبيهة الى حد ما باجراءات قامت بها الحكومة البريطانية عقب الحرب الثانية ولكن ..
بريطانيا وقبل ان تبدأ خطة توزيع الثروة الوطنية وضعت خططا لتحديث الصناعة وتفعيل القطاع الصناعي الخاص وايضا وضعت خطط لتوسيع الزراعة وزيادة الانتاج الغذائي في اراضي المملكة المتحدة وفي المستعمرات .
ومؤخرا شاهدت برنامجا وثائقيا يتحدث عن برامج مباشرة وغير مباشرة اعلامية ودعائية وضعتها الحكومة البريطانية عقب الحرب وهدفها تحسين وتطوير ذوق المواطن ودفعه لتبني انماط جديدة واساليب مغايرة في حياته اليومية وفي ملبسه وفي تعامله بما في ذلك طريقة الكلام من تهذيب واتكيت وبرستيج ,, بمعنى ان الدولة تدخلت فيى تفاصيل سلوكيات الفرد من اجل اشعاره بانه مقبل على مرحلة جديدة .
** مالم يكن بالحسبان
مالم يكن في حسبان المخططين العراقيين هو :
+ ان الفرد العراقي يعاني من جهل وانعدام الثقافة الاقتصادية ومنها ثقافة تشغيل الاموال وذلك في ظل شعور نفسي ( خلال اربعين عاما ) تحول الى غريزة سلبية نحو الاستهلاك بدليل ان 750 الف عراقي(وخلال الاشهر الماضية ) اخذوا تلك الاموال وسافروا الى ايران وتركيا وقبرص ولبنان وسورية واذربيجان وانفقوها هناك على السياحة !!!
++ المؤسسة المصرفية في العراق طاردة وليست جاذبة ولايثق بها ولا تثق, لا بالدولة ولا بالمواطن ..
+++غياب التوعية الحكومية في التثقيف حول مجالات الاستثمار والصناعات الصغيرة ( على غرار التجربة التركية عام 2000 ) .
++++ تخلف النظام الاداري للدولة العراقية
+++++ انهيار القطاع الخاص العراقي فضلا عن هروب الاستثمارات ورؤوس الاموال الى الخارج .
++++++ غياب الاعلام الوطني وغياب الاستراتيجية الاعلامية الوطنية وغياب القواعد والقوانين التي تضبط الخطاب الاعلامي الهدام الذي يتبنى اليأس والتيئيس وبث البؤس والخوف والتخويف وذلك وفق خطط دقيقة اعدها علماء وخبراء يستعين بهم الممول الاعلامي !!!
* في النهاية .. اعتقد ان الخطة بحاجة الى اعادة نظر ويتعين العودة الى النظام المركزي الصارم في توزيع الثروة وتوجيهها وايضا في تبني خطط التنمية المركزية وذلك بعد فشل الليبرالية الفوضوية في العراق .