ملاحظة: المقالة طويلة لكن الزبدة في فقراتها الأخيرة!!!
احببتُ ولا زلتُ سوريا حُبا جماً، حيث ُ كانت وجهتي المُفضلة لقضاء إجازتي السنوية فيها منذ عام ٢٠٠٦،نعم كُنت اذهب اليها لمدة شهر مع عائلتي ولا اشعر بالغربة فيها ابداً ، ملايين العراقيين هناك لجؤوا الئ حيث الأمن والآمان وحسن المعاملة والأحترام.
كنتُ متردداً في أول زيارة حيث لا اعرف قضايا الفيزا( التأشيرة) والتعامل الأمني في المطار وهل سيعملون لي مشكلة وانا لواء في الجيش العرقي، ذهبتُ وعائلتي فوصلتُ الجوازات واعطيتُ جوازي( الأحمر) أولا ، فقال رجل الأمن( شو تشتغل؟ ، لواء ركن، حاليا؟ لا سابقاً، ( على راسي سيدي)، واذا بالطمغات للجوازات بحركة يد سريعة لم اشاهدها في أي بلد سابقا، عشنا في دمشق وتجولنا في كل شوارعها وضواحيها ، وفي السنوات الستة زرت حلب وحمص واللاذقية وووو.
آمان ممتاز، أكل لذيذ، اسعار منخفضة جدا قياسا لدول العالم، نعمة كبيرة، إكتفاء ذاتي يسر الجميع.
كانت وصيتي لكل سوري التقيه( حافظوا على بلدكم وقيادتكم وشوفوا درس العراق)، ولكن بعد احداث تونس تفجرت الامور في سوريا ووصل المّد اليها، وتوسعت المظاهرات وقوبلت بالرد العسكري!!!
جلسنا مع اخوة لي من الاردن ومصر والسودان والعراق والخليج وكان محور النقاش هل سيسقط النظام ؟
كان جواب البعض في شهر، والآخر في ٣ شهور، ٦ شهور ، سنة، أما انا فقلتُ لن يسقط!!! فصار ( الرهان) بيني وبينهم حوار( جمل صغير حديث الولادة)، وكانت مبرراتي لعدم سقوط النظام:
– الشعب شاف مصايب ٣ مليون عراقي تهجروا ورحلوا وعاشوا في سوريا، لذلك سيلتف الشعب حول القيادة.
– أخلاص الجيش للنظام.
– ارتياح الكيان الصهيوني للوضع الهادئ في جبهة الجولان.
– الدعم الايراني والعراقي والروسي والصيني.
– تباين مواقف الدول العربية.
– شطارة وديناميكية الساسة السوريين من الحرس القديم أمثال الوزير المعلم.
– عدم تفاهم تركيا صاحبة التشدد المطلق مع امريكا المترددة.
مرت السنون، وظهر جماعات وجيوش لا حصر لها، ولكن ظهور جبهة النصرة والقاعدة، كانت نقطة قوة لبقاء النظام، حيث ان موقف امريكا وروسيا والاتحاد الأوربي واسرائيل انها تفضل بقاء النظام الحالي للرئيس بشار الأسد على أن يستلم الحكم الاصوليين الاسلاميين اصحاب الفكر الجهادي.
تركيا+السعودية+ قطر تريد رحيل النظام مهما كانت المبررات، امريكا والبقية مترددة، إيران والعراق وروسيا والصين مع بقاء النظام والدفاع عنه باستماتة وللأخير
في اواخر العام الماضي ظهر تقارب امريكي- تركي، وزاد الاصرار السعودي القطري وبدأوا بتشكيل مقاتلين ( معتدلين) يقاتلون جيش النطام وداعش والنصرة في نفس الوقت مع خلق ظروف اقتتال بيني داخل الجماعات الاسلامية داعش والنصرة ، وتقوية الجيش الحر.
بدأت بوادر الرحيل ، وبدأت احضر نفسي لدفع ثمن ( الحوار الصغير) نتيجة لمعطيات سياسية واخرى ميدانية على الواقع.
العراق لديه مشكلة داعش والتناحر السياسي والضائقة المالية، إيران صار لديها بوادر انتفاضات داخلية والحظر اتعبها وملفها النووي عالق، حزب الله قدم خسائر كثيرة وجوبه بمقاتلين كُثر ضده، روسيا + ايران+العراق ذبحها هبوط اسعار النفط( بتخطيط سعودي امريكي) فلم يعد بمقدورها الاستمرار بدعم نظام الاسد ، وهي تعاني في دفع رواتب موظفيها.
هنا جاءت الضربة السعودية ( والتي بعض قُصرّ النظر يعتبرنها خطأ استراتيجي كبير) ألا وهو توجه السعودية الى روسيا وقد سبقتها مصر والعراق، الجاهلون بالسياسة اعتقدوا ان ذهاب السعودية الئ روسيا يعني تخلي امريكا عنها وسوف تقوم امريكا بالعمل على الاطاحة بالعائلة المالكة، وملحوها بنشر وثائق( ويكلكس) حتى يعززوا هذا القول.
لا اخواني، السعودية وقبلها مصر والعراق ذهبوا الى روسيا برضى امريكي كامل بل وبتخطيط وتدبير امريكي!!!
روسيا لا تغريها مصر والعراق، لكن لعابها يسيل للسعودية بثروتها الكبيرة واحتياطاتها النقدية والنفطية والذهب، لذلك سوف تبيع روسيا نظام الاسد كما باعت قبله العراق وليبيا مقابل شراء ترسانتها العسكرية من قبل السعودية
وهنا بيت القصيد ستتخلى روسيا عن الرئيس بشار بالمغريات الاستراتيجية التي ستجنيها من السعودية
وهنا تغيرت المعادلة وصارت
اصرار سعودي قطري تركي امريكي اوربي يقابله تخلي روسي ويوازيهم انشغال ايراني عراقي بهمومهم وعجز حزب الله
امام هذه المعطيات ارى أن موعد مدفع رحيل الرئيس السوري اقترب جداً