23 ديسمبر، 2024 4:14 ص

شعار الدين افيون الشعوب، رفعته فئة من المجتمع، تنكر وجود الله، وتحاول أن تحمل كل فشل أو تأخير يحصل في المجتمع على الأديان السماوية، وما تعكسه على تصرفات البشر، من خلال المحددات التي يضعها كل دين، والتي تعتبرها هذه الفئة محددات لقدرة الأنسان على الحركة واستخدام الطاقات الكامنة التي لديهم.
عموما هذه النظرية لم تستطع الصمود، لما فيها من هشاشة الطرح، ولوجود الكثير من التناقضات التي جاءت معها، و لعدم توفر البيئة التي تساعد على قبول هكذا طرح، فاغلب البشر يؤمنون بوجود خالق ورب لهذا الكون، بغض النظر عن شكل هذا الاله وطبيعته، وهل هو موجود في السماء او الأرض، المهم هو خالق مسؤول عن تنظيم الحياة والكون بصورة عامة
لكن ما يلاحظ في الآونة الأخيرة، دخول هذا الفكر الى مجتمعنا العراقي المسلم،المحافظ نسبيا, وتوسع وظهر علنيا، وما يلاحظ أيضا ليس هناك اهتمام من قبل السلطات والمجتمع بصورة عامة، لبحث هذه الأسباب والوقوف عليها، للشروع بمعالجتها
ان خطورة هذا الأمر تكمن في عدة عوامل منها، سهولة ضخ او وصول هذا الفكر الى الشباب بصورة سلسة، وأمام ناظر الأهل من خلال وسائل التواصل التي أصبحت السيطرة عليها بحكم المستحيل
ضعف الترابط الاسري، وعدم متابعة الأسرة لا بناؤها جعلت تأثيرها يكون في كثير من الأحيان قليل جدا, ان لم يكن مفقود
من الأسباب أيضا، عدم رغبة هذا الجيل بالتسلح من خلال القراءة وتوسيع المدارك العلمية لديه، جعلت منه جهة مستقبلة للمعلومة الغريبة، دون ان يسأل عن موثوقية تلك المعلومات ومصادرها، مما يسر الأمر على أصحاب الأفكار المنحرفة الدخول وبكل يسر للشاب العراقي
نجاح أصحاب هذا الفكر من استغلال سوء الأوضاع بالبلاد، وتحميل جميع الفشل الحاصل الى شخصيات محددة، وأحزاب بعينها، تدعي انتسابها للفكر الأسلامي, والتيارات التي تمثلة
ومن خلال ربط تلك الأحزاب والشخصيات بالدين، وتحميلة كافة التبعات التي تحصل في البلاد
هذه الأسباب وغيرها جعلت من الشاب العراقي يبحث عن بديل، مهما كان اسمه ودوافعه، وبذلك وجدت هذه الفئة الفرصة سانحة لتنقض على شباب يائس وغير متسلح بالمعرفة، فتجعله الى صفها بكل بساطة، وأصبحنا اليوم نرى شبابنا يضيع من أيدينا، دون ان نبدي حتى انزعاجنا من ذلك الأمر
ان من واجب الدولة ان تحمي أبناؤها من أي فكر منحرف، ربما يؤدي الى ضياع البلاد والعباد، لذلك هي مطالبة بدراسة الأسباب ووضع الحلول الكفيلة بعودة شبابنا الى جادة الصواب، من خلال فتح بارقة أمل بمستقبل قادم، والا القادم لن تكون محمود عواقبه